عبد الغني الأحمد - خاص ترك برس

من الواضح بأن هناك فيتو غربي ضد إقامة دولة موحدة للأكراد ، فقد كان الغرب دومًا خصمًا للأكراد، وقد تعاملت الدول الغربية مع القضية الكردية كورقة تستخدمها لتحقيق مصالحها وتستغني عنها وتضحى بها في كل المحطات الحاسمة.

فالحقد العقائدي الغربي لم يكن حكرًا على العرب فقط، فيما كان للأكراد نصيب فيه، كيف لا وغالبيتهم مسلمون سنة وهم أحفاد صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبين ومخرجهم من بيت المقدس، وهم السيف الإسلامي الذي ضرب كل يد تمتد لتقطيع الدولة العثمانية.

وللتاريخ أحداثٌ كثيرة  وسطور عديدة تكتب التلاعب الغربي بالقضية الكردية فبعد إسقاط دولة الخلافة العثمانية تم توقيع معاهدة سيفير 1920 بين مصطفى كمال أتاتورك وبين الدول الغربية، وقد نصت المعاهدة على إقامة وطن قومي للأكراد ولكن ما الذي حصل؟ أين الدولة؟ وأين الوعود؟ كلها كانت واهية، فالغرب الذي أمضى سنوات يثير فيها النعرات القومية والنزعات الطائفية  بين المسلمين لم يصدق بما وعد.

أما اتفاقية سايكس بيكو فكانت الشاهد الأصدق الذي فضح الخداع الغربي الذي أبدع في توزيع الأكراد على حدود الدول التي رسمها فلو كانوا صادقين في وعودهم لاستخدم كلٌ من مارك سايكس وجورج بيكو ريشتهما الجميلة ليرسموا بلداً واحداً يجمع كل الأكراد!!

وقد قام الغرب باستحداث نسخ متعددة لحركات وأحزاب تدعي بأنها تمثل الشعب الكردي وتقاتل باسمه  على مر التاريخ  وبأنها تمتلك الحق بتقرير مصيره ومن ضمنها الحزب الديمقراطي الكردي pyd  الذي  تجلى دوره في الصراع السوري، وقد قامت القيادة الأميركية بدعم هذا الحزب من مال وعتاد وسلاح.

والسؤال هنا: هل أمريكا جادة بمساعدة الأكراد على إقامة دولة؟ بالطبع لا،  فهي تدعم على الضفة المقابلة فصائل مناوئة للفصائل الكردية مثل لواء السلطان مراد وذلك حسب تقرير نشره موقع بازفيد.

والدلائل على تآمر الغرب على العرب والأكراد ومحاولة دق الأسافين وزرع الفتن بينهم تطول.
لذلك ليس أمام الكرد إلا التمسك بأمتهم والالتفاف حولها وأن يعوا بأن مصلحتهم ومصلحة العرب أن يتشاركوا ويقفوا صفًا واحدًا في مواجهة هذا المد الاستعماري.

عن الكاتب

عبد الغني الأحمد

كاتب سوري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس