محمد بارلاص - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

"الإصغاء" هو أكثر الوسائل فاعلية في مجال عملنا ومسلكنا... لكن بعض زملاء العمل الشباب لم يعوا هذه الحقيقة بعد ولذلك نراهم يتمسكون بالنقاشات ويميلون إلى تبادل أطراف الحديث مع بعضهم البعض بدلا من الإصغاء، وبذلك يفوتون الفرصة لتعلم أشياء جديدة من خلال الاستماع والانصات، وأقص عليكم بعض ما سمعته في الأيام الأخيرة.

كنت استمع لحديث يجمع رجل اعمال شهير مع صحفي مشهور، وكان مجرى الحديث يدور حول رئيس الجمهورية رجب أردوغان، بعد الحديث عن أسلوب أردوغان الصلب والشديد وجه رجل الأعمال سؤاله للصحفي قائلا: انت تنتقد أردوغان وفي ذات الوقت تؤيده كيف ذلك ولماذا تؤيده أذا؟

تبسم الصحفي قائلا: لقد شعرت في عهد أردوغان ولأول مرة ان تركيا ليست بدولة استعمارية كما انها ليست بالدولة الإمعة التابعة للغير، هذا الامر الذي استشعره مثلي قطاع كبير من المواطنين ولذلك نجد الشعب يقف خلف أردوغان ويسانده، وباختصار أني لأشعر ان تركيا هي التي تتحدث عندما يتحدث أردوغان... ولهذا أسانده وأؤيده.

لأنتقل إلى واقعة أخرى حيث أن مجموعة من الصحفيين الشباب يناقشون سياسي ومسؤول متألق وصاحب خبرة. كان موضوع الحديث مجموعة من المعلومات والوثائق المسربة من إحدى الشركات الإعلامية في بنما والتي تتناول الثروات الهائلة التي حققتها أسماء عالمية شهيرة على رأسها بوتين نتيجة تهربهم أو استفادتهم من قانون الضرائب. كان الشباب الصحفيين يناقشون أن هذه الوثائق المسربة تعد سببا كافيا لوضع حدا لسلطة الكثير من الإداريين والسياسيين.

الديمقراطية والحقوق

الإداري والسياسي صاحب الخبرة وبعد استماعه لنقاش مجموعة الصحفيين الشباب وجه حديثه لهم منبها وقال: "إذا كانت الدولة تتمتع بحرية ديموقراطية وسيادة للقانون فعندها سوء التصرف بالأموال العامة والاختلاس والوضع المادي للسياسيين قد يكون بمثابة انتحار بوليتيكي ويضع حدا لنشاطهم السياسي، اما إذا كانت الدولة مرتع للديكتاتورية ويسودها "قانون غوانتانامو" فعندها هذا الاختلاس وهذه السرقات ستزيد هؤلاء السياسيين قوة الى قوتهم اذ سيراهم المجتمع والمواطنون هناك "أغنياء وأقوياء" وسيدفع ذلك المواطنين الى تقديس وعبادة السياسيين أكثر فأكثر".

ما قولكم أيها القراء، أليس الاصغاء عادة أكثر فائدة من لهو الحديث؟

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس