هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

النظام العالمي ومنذ عام 2010 يقوم بتهديد الدولة التركية. ويستخدم من أجل ذلك كل الوسائل المتاحة لديه. فقد اعتاد أن يتعامل مع الدولة التركية على أنها الولد البار الذي ينفذ كل الأوامر من دون أي اعتراض. فلم يُرَد لهذا الولد أن يكبر أبدا.

إن تعامل تركيا مع النظام العالمي على أساس القوة وعدم الخضوع للأوامر، يعتبر من الأحداث غير المسبوقة في تاريخ هذه الدولة.

لقد كان موقف الشعب التركي هو الفاصل والرادع لكل هذه التهديدات الغربية. فالشعب التركي بكافة أطيافه التركية والكردية وقف في وجه كل محاولات الانقلاب و صمد في وجه كل التهديدات. كما أن هذا الشعب عرف الحق ولم يحد عنه منذ الأزل.

من الواضح أن أعداء تركيا والذين يحيكون المؤامرات ضدها، لديهم الكثير من الخطط التي تهدف للنيل من هذا البلد. لكن هناك حقيقة تفسد كل مخططاتهم وتحبط كل مشاريعهم ضد هذه الدولة، ألا وهي "إسلام الأناضول" الذي يعتبر القوة الاجتماعية التي تربط أفراد هذه الأمة ببعضها.

ربما لم نستطع بعد أن نفهم الغرب بشكل صحيح، لكننا نعيش بداخلهم، وربما ابتعدنا عن العالم الشرقي، لكننا نحمل في داخلنا الحضارة التاريخية للمجتمع الشرقي.

بعض الفئات والشرائح في النظام العالمي التي تبدي انزعاجا من مشروع تركيا الجديدة، تحاول الآن أن توجه سهامها إلى الدولة التركية عبر استغلال هاتين الميزتين المتعلقتين بالعالم الشرقي والغربي لتركيا.

سأحاول في الأيام القادمة شرح هاتين الميزتين بشكل مفصل. كما سأقوم بشرح الطرق والأساليب التي سيتبعها هؤلاء لإعاقة تقدم هذا البلد. لكن فيما يتعلق بهذا اليوم أود أن أقول إن من أحد أساليب زعزعة الاستقرار ومحو ثقافة بلد ما هو توريط ذاك البلد بمشكلة اللاجئين الذين ينتسبون إلى جنسيات وأعراق مختلفة.

صحيح أن من واجبنا الانساني أن نفتح أبوابنا للاجئين، فلا نستطيع أن نفكر بعكس ذلك. لكن علينا أن نواجه هذه المشكلة الحقيقية التي لا مفر منها.

لم أستطع أن أنسى تلك المنشورات المشؤومة والمشهورة بنفس الوقت التي أصدرتها مجلة القوات المسلحة الأمريكية US Armed Forces Journal عام 2006، حيث ظهرت في تلك المنشورات خريطة جديدة للشرق الأوسط. وكانت باكستان مقسمة إلى نصفين وقد كان القسم الأكبر منها قد ألحق بأفعانستان.

وأذكر أيضا أن الخبراء الاستراتيجيين اندهشوا أنذاك بهذه الخرائط. أما الآن فقد أصبحت هذه الخرائط تطورات عادية وبات تنفيذها أمرا محتملا. لأن وجود اللاجئين أدى إلى تعصب اجتماعي و تشدد فكري. وهذا بطبيعة الحال سيؤدي إلى الانقسامات المخطط لها مسبقا.

إن وجود تنظيم داعش في منطقة الشرق الأوسط وممارساته الإرهابية، له أبعاد ومدلولات مختلفة. فنحن ندرك تماما أن محاولات القضاء على المعارضة السورية المعتدلة ومحاولات جعل حدودنا الجنوبية صحراء تدفن فيها الثقافات، ليست وليدة الصدفة ولم تكن حادثة عفوية أبدا. إن هذا الشيء ما هو إلا مخطط وفخ أحيك ضدنا منذ فترة طويلة.

إنهم يريدون أن يقضوا على الميراث الحضاري والثقافي للدولة التركية عن طريق زعزعة أمن و استقرار المنطقة. ولكي لا نقع في هذا الفخ، يجب علينا أن ننتبه إلى أمرين اثنين:

1 – يجب أن لا نتخلى أبدا عن الروح المعنوية العالية.

2 – يجب أن لا نفقد صفات الشفقة والرفقة باللاجئين وأن لا نجعلهم أداة للصراعات السياسية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس