محمد حامد - ترك برس

الإسرائيليون يتجاهلون تحذيرات السفر إلى تركيا

خلال أقل من أسبوع أصدر مكتب مكافحة الإرهاب التابع لرئيس الحكومة الإسرائيلية يوم السبت الماضي ثاني تحذير للإسرائيليين من السفر إلى تركيا، كما طالب السياح الإسرائيليين المتواجدين هناك بسرعة المغادرة  والعودة إلى إسرائيل بسبب المخاوف من وقوع عمليات إرهابية .

لكن تحذيرات مكتب مكافحة الإرهاب لم يكن لها  صدى لدى الإسرائيليين،ولم يأخذوها على محمل الجد، كما تقول القناة الإسرائيلية العاشرة، فرفضوا إلغاء برنامج السفر إلى تركيا واستعادة ثمن تذاكر السفر، ووصلوا إلى مطار بن جوريون في طريقهم إلى إسطنبول.

وقالت إحدى الإسرائيليات للقناة " لا أخشى السفر إلى تركيا وليكن ما يكون. هذه التحذيرات موجودة اليوم في جميع أنحاء العالم". وقال مسافر آخر سيتوقف في إسطنبول ليومين في طريقه إلى نيوزيلند" أخبرتني زوجتي بالتحذير، وطلبت مني عدم مغادرة المطار، لكنني خططت بالفعل للتنزه طيلة اليوم في إسطنبول. ورغم ذلك سأتجول في الشوارع ، فهناك أماكن أرغب في رؤيتها، وإسرائيل ايضا ليست مكانا آمنا جدا.

وقال عاران شوئيف مرشد سياحي إسرائيلي في مدينة أنطاليا " لا أشعر بهذا الخوف، لأن الناس هنا في أنطاليا يريدون أن يأتي الإسرائيليون ويشتروا. هناك حواجز للشرطة تقوم بعمليات التفتيش. وأعتقد أن حكومة تركيا تبذل الجهود كلها في الحرب على الإرهاب.

ويلفت الانتباه أيضا أن بيانات هيئة الطيران الإسرائيلي بعد صدور التحذير أظهرت أن تركيا لا تزال الوجهة السياحة المفضلة لدى الإسرائيليين لقضاء عيد الفصح اليهودي.

كاتب إسرائيلي يدعو إلى اللعب بورقة استقلال الأكراد للضغط على تركيا

و في يوم الجمعة الماضي أعلنت وزارة الخارجية التركية أن فريقي تفاوض من تركيا وإسرائيل أحرزا تقدما نحو التوصل لاتفاق لإعادة العلاقات بين الجانبين في محادثات جرت في لندن، وأنه تم الاتفاق خلال المحادثات على وضع التفاصيل النهائية لاتفاق في الاجتماع القادم المقرر عقده قريبا.

وتعليقا على هذا التطور كتب الصحفي الإسرائيلي بوعاز بيسموت في صحيفة يسرائيل هايوم التي تعد بوقا لسياسات نتنياهو وحكومته مقالا بعنوان "المصالحة مع تركيا فماذا عن الأكراد" دعا فيه إلى اللعب  بورقة استقلال كردستان للضغط على تركيا في مفاوضات المصالحة حتى تتراجع عن مطالبها في رفع الحصار عن غزة، وتقبل الطلب الإسرائيلي بإغلاق مكاتب حركة حماس في تركيا.

وكتب بيسموط " إن تركيا تدافع اليوم عن نفسها في مواجهة داعش وحزب العمال الكردستاني، وكان لتركيا من قبل أولوياتها الخاصة، إذ رأت في تنظيم الدولة الإسلامية فرصة لمنع إقامة دولة كردية مستقلة.

وأضاف إن مسألة استقلال كردستان يجب أن تفكر فيها إسرائيل في الشرق الأوسط الذي يصاغ من جديد. لأن الأكراد وقفوا دائما إلى جوارنا، كما أننا ساعدناهم في فترات تاريخية مختلفة. والأكراد وإسرائيل هما أكثر القوى المؤيدة للغرب جدية في الشرق الاوسط، كما أن الطريقة التي يواجهون بها داعش في سوريا والعراق تلزم المجتمع الدولي أن يعوضهم .

إحدى المشاكل الرئيسة التي واجهتها إسرائيل في الاعتراف باستقلال الأكراد، كما يقول بيسموط، كانت التعاون المثمر بين أنقرة وتل أبيب، وتصدع العلاقات التركية الإسرائيلية كان سيدفع إسرائيل إلى استكمال ما بدأته في خمسينيات القرن الماضي من دعم الأكراد في العراق.  وربما لهذا السبب يفضل الرئيس أردوغان العودة ليكون صديقا لإسرائيل.

الضغط على تركيا لاستعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس

وفي السياق نفسه طالب يوني بن مناحم محلل الشؤون العربية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو باستغلال النفوذ التركي على حماس من أجل إعادة الإسرائيليين الأربعة الذين أسرتهم الحركة، داعيا إلى عدم إضاعة فرصة المفاوضات مع تركيا التي أوشكت على الانتهاء.

وكتب بن مناحم أن على إسرائيل أن تستغل مشاكل الرئيس أردوغان مع روسيا ودول الجوار، وعلاقته الطيبة مع حركة حماس، وتطلب استعادة الإسرائيليين الأربعة كشرط للتوصل إلى اتفاق يتعلق بقطاع غزة من إقامة ميناء بحري، وتقديم تسهيلات تجارية وغير ذلك .

وأضاف أن إسرائيل يمكن أن تلعب أيضا بورقة مشاكل أردوغان مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بإعلان التنظيمات الكردية في سوريا تنظيمات إرهابية ، وحاجته إلى دعم اللوبي اليهودي في أمريكا، ولذلك فإن على حكومة نتنياهو أن تتمسك بهذا الشرط وألا تتراجع عنه .

وختم بن مناحم مقاله بأن المطلوب هو ممارسة الضغط الشعبي على الحكومة الإسرائيلية في هذه القضية ما دام اتفاق المصالحة مع تركيا لم يوقع بعد. ويجب على إسرائيل أن تستغل هذه الورقة التي تملكها ولا تتنازل علنها .

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!