ترك برس

قال الكاتب والمحلل السياسي التركي، برهان الدين دوران، إنه ينبغي على تركيا أن تتّخذ موقفا من الغرب يتماشى مع خط المصالح التي أفصحت عنها للشعب، مشيرًا إلى أن "السبب الحقيقي وراء الانتقادات الأوروبية لتركيا يأتي في سياق سياساتها الفاسدة في الشرق الأوسط وتعاملها مع تركيا وحزب الاتحاد الديموقراطي فيما يخص القضية السورية".

وأضاف دوران في مقال له بصحيفة "صباح" التركية عن كيفية التعامل مع الانتقادات الغربية؟، "أما الانتقادات الأمريكية فسببها التقاء الجهود التي تبذلها اللوبيهات مع القناعة الشخصية السيئة لأوباما مما أدى نظرة قاتمة لواشنطن تجاه تركيا"، مشدّدًا على ضرورة "التصرف بعقلانية وتقييم الأمور واتخاذ المواقف بما تقتضيه المصلحة الوطنية".

وأوضح دوران أنه "لو اتينا إلى مصدر الانتقادات الأوروبية علينا أولا أن نوضّح مسألة مهمة، عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي تستند إلى المصالح المشتركة، ليس الأمر متعلقا بمشاعر الميول أو العاطفة نحو الغرب، لو تذكرنا ما فعلته الاستراتيجية الألمانية والفرنسية التي فضّلت عرقلة عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي خلال الفترة من 1999-2005 لوجدنا أن الأمر متعلق بتغيير موقف هاتين الدولتين وبالأزمة التي يمر بها الاتحاد الأوروبي".

وأشار دوران إلى أن "النقد الأوروبي الذي جاء تحت عنوان (الابتعاد عن معايير كوبنهاجن)، يعتريه الخطأ وضعف التحليل الجيد لما حدث في تركيا من اضطرابات سياسية منذ 2013 حتى الآن. من المؤكّد أن عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لها تأثير في ترسيخ الديموقراطية في تركيا. غير أن الحكومة التي تسعى إلى إصلاح النظام الديكتاتوري لكمال أتاتورك وفقا للمعايير الأوروبية اضطرت للتعامل مع مكافحة إرهاب حزب العمال الكردستاني ومحاولة انقلاب النظام الموازي وأحداث تقسيم"، وفق ما أورده موقع "تركيا بوست" في ترجمته للمقال.

وبيّن دوران أن "هذا الأمر جزء من الديموقراطية المحلية التي تضمن فاعلية مؤسسات الدولة مما جعلها تتجاوز مرحلة الخطر التي تسبّب بها النظام الموازي في بعض المؤسسات وتتعامل بمسؤولية مع إرهاب حزب العمال الكردستاني"، لافتًا أنه لن تقوم تركيا بإدراج الانتقادات الأوروبية في جدول أعمالها الرئيسي قبل الانتهاء من تغيير النظام وحل الأزمة السورية. بما أن المأساة السورية ومكافحة حزب العمال الكردستاني وموضوع اللاجئين والإسلامفوبيا ليس لها مكان في لائحة القيم الأوروبية فعصا "الديكتاتورية"، و"انتهاك حقوق الإنسان"، وتصعيد المعارضين في الداخل سيكونان أكثر حدة على تركيا.

ومضى قائلًا: "من الواضح أن الانتقادات الغربية ضد تركيا ستستمر. في شهر أبريل/نيسان سيحرّكون ملف إبادة الأرمن. ولمواجهة الهجمة الجديدة لابد من نهج سليم لإنتاج سياسة عقلانية دون الخوض في "فوضى الخطابات وردود الأفعال". لا داعي للتعامل بالشعور المعادي أو الموالي للغرب".

وخلص إلى أن "التكامل في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والعالم الإسلامي والشرق الأوسط كلها ضرورات استراتيجية تُكمّل بعضها بعضا وليست استقراءات بديلة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!