سامي كوهين – صحيفة مليت – ترجمة وتحرير ترك برس

فتحت الجبهة السورية بعد أن كانت جبهة العراق قد فتحت مسبقا من أجل ضرب مواقع تنظيم الدولة الإسلامية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول التحالف المشتركة معها في هذه الحملة.

وبدأت طائرات التحالف تقصف مواقع تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا. وبذلك تكون هذه المعركة التي تقتصر على توجيه ضربات جوية فقط في الفترة الحالية، قد بدأت فعليا على الجبهتين معا.

جبهة سوريا لها خصائص هامة. حيث أننا نستطيع أن نجمل هذه الخصائص في البنود التالية.

لم تبدأ الولايات المتحدة الأمريكية بهذه الضربات الجوية لوحدها، بل أخذت إلى جانبها خمس دول عربية هي المملكة العربية السعودية والأردن و الإمارات وقطر والبحرين.

تهدف الولايات المتحدة الأمريكية من خلال ضم الدول العربية للتحالف إلى إثبات وجود هذا التحالف وإظهار عزم الدول العربية السنية الذين يشكلون غالبية التحالف على محاربة تنظيم داعش بشكل فعال.

إن انضمام هذه الدول العربية إلى التحالف لضرب مواقع تنظيم داعش في سوريا، أمر في غاية الأهمية.

لقد أظهرت الأردن التي تتلقى تهديدات تلوى الأخرى من هذا التنظيم شجاعتها عندما قررت الانضمام لهذا التحالف. كما أن المملكة العربية السعودية ودولة قطر قررتا أن تقفا جنبا إلى جنب رغم اختلاف وجهات النظر بينهما حيال بعض المواضيع.

لم تقم الولايات المتحدة بضرب مواقع تنظيم الدولة في سوريا بناء على طلب من الحكومة السورية مثلما فعلت في العراق، حيث بدأت القوات الأمريكية هناك بضرب مواقع داعش بناء على طلب من الحكومة العراقية. واكتفت الولايات المتحدة بإبلاغ الجانب السوري بالغارات الجوية قبل تنفيذها بعدة ساعات وذلك بحسب ادعاءات الحكومة السورية. ففي الحالات العادية فإن مثل هذه الغارات تعتبر خرقا وانتهاكا لسيادة الدولة التي تتعرض للقصف. أما فيما يتعلق بقصف مواقع تنظيم داعش، فإن الأمر يختلف.

تغير الموازين

الغريب في الأمر أن هذه الحملة العسكرية التي تسبب بها تنظيم الدولة، قلبت الموازين رأسا على عقب في هذه المنطقة. فقد اتحدت كل دول العالم بما فيها الدول العربية والإسلامية على حرب تنظيم الدولة الإسلامية. فعلى سبيل المثال تلاقت مصالح السعودية وإيران في ضرب داعش على الرغم من عدم توافق وجهات نظر هاتين الدولتين في كثير من المواضيع التي تتعلق بالمنطقة. وكذلك ينطبق الأمر على العلاقات الإيرانية الأمريكية. والأغرب من كل هذا أن الولايات المتحدة والنظام السوري توجهان ضرباتهما ضد نفس النقاط  وهي مواقع داعش.

إن هذا الظرف الجديد سيساعد الرئيس السوري بشار الأسد على زيادة تثبيت أقدامه في رئاسة البلاد. لأن هدف قوات التحالف في هذه الفترة هو القضاء على تنظيم داعش. أما مسألة الإطاحة ببشار الأسد، فمن الواضح أنها تأجلت إلى موعد لاحق غير معلن.

أسئلة تنتظر إجابات 

من الصعب جدا أن نتوقع كيفية سير العمليات العسكرية على الجبهة السورية من الآن. فهناك عدة أسئلة تطرح في هذا الشأن.

هل ستستمر الغارات الجوية لفترة طويلة؟

هل سيلتزم نظام الأسد الصمت حيال هذه الغارات في حال استمرارها أم سيأذن لقوى التحالف بمتابعة القصف؟

إن لم تسمح الحكومة السورية باستمرار الضربات الجوية. هل ستجازف الولايات المتحدة الأمريكية بطائراتها وتتابع التحليق في الأجواء السورية؟

فيما إذا اعترضت الحكومة السورية على استمرار العمليات الجوية، ماذا سيكون موقف الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة وكيف ستتصرف بعد ذلك؟

ماذا سيكون موقف روسيا خلال هذه الفترة؟

هل ستسمح روسيا للولايات المتحدة بانتهاك المجال الجوي السوري إذا ما أعلنت دمشق رفضها لهذه الغارات؟

هناك حقيقة لا تخفى على أحد. وهي أن المعارك لا تحسم عن طريق توجيه ضربات جوية فقط. فالتحرك البري شرط أساسي لكي تستطيع أن تكسب المعركة.

فمن هذا الذي سيغامر ويزج بجنوده برا إلى سوريا؟ سؤال أخر ينتظر جوابا أيضا.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس