كمال أوزتورك – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس

أريد أن أتمرد في هذه الأسطر القليلة على واقع عشت مرارته وما عدت أحتمله. وأقصد هنا التوجه الغربي الذي ظهرت فيه تركيا من دون توجه وطني أو قومي، لن أرد على ادعاءاتهم وكتابتهم ولكن سأطرح الأسئلة المناسبة.

فهمنا أنكم ضد التحالف الإسلامي، رغم أن أكثركم لا يعلم ما هو التحالف ومن هم أعضاؤه، ولا يعلم أن هدف هذا التحالف هو توحيد الجهود والإرادات السياسية من أجل خدمة مواطني دول الأعضاء. يتركون العالم الإسلامي الكبير ويركزون بكتاباتهم على خيانات العرب كما يزعمون، ثم يعيدون تسليط خناجرهم ليضربوا بها رئيس جمهوريتهم أردوغان، ويضربون معه داود أوغلو وحزب العدالة والتنمية الذين يسعون من أجل إنهاء الحرب الطائفية، ومن أجل تخليص العالم من الإرهاب، ومن أجل حل مشكلة اللاجئين، ومن أجل القضاء على الفقر والفاقة والجهل.

ثم أوجه كلامي وأخاطب من يقول "الغرب لن يحل مشاكلنا" و"أنا ضد تدخل دول من خارج المنطقة" و"نستطيع حل مشاكلنا من دون تدخلهم" و"يجب ان نقوي أنفسنا ونطور الهلال الأحمر ونعزز من الإنتربول بيننا ونحكم سيطرتنا" و"لننهض بأنفسنا" و"أمتنا" و"إخوتنا" أقول لكل هؤلاء: إنهم يضربون جمهوريتكم مستهدفين الاتحاد الإسلامي وتوحد الأمة والمسلمين، لماذا؟ لماذا أصبحوا هكذا؟ هل من أجل حلم عضوية الاتحاد الأوروبي؟ هل سألتم أنفسكم هذه الأسئلة وأنتم تديرون ظهركم للتحالف الإسلامي وتضربونه بكل غدر: هل سنصبح على حلم أفضل إن فعلنا هذا؟ هل عندكم أفكار أفضل من هذه؟ أم هل عندكم مشاريع أفضل منها؟

سيردون عليكم قائلين: "فلنأخذ عضوية الاتحاد الأوروبي ونسحب أوراقنا من الشرق الأوسط ونُخرج اللاجئين وننغلق على أنفسنا بعد إغلاق الحدود...." هل هذه هي أحلامكم؟ هل هي أحلام أنتم أصحابها؟ أم أنها لأناس غيركم؟ فالاتحاد الأوروبي كان حُلما أوروبيا وأنتم لم تكونوا جزءًا من هذا الحلم، أنتم فقط تبذلون جهودكم لتكونوا جزءًا من حلم هو ملك الآخرين. لا... أنتم لا تملكون أحلاما خاصة بكم، ولا تملكون أفكارا ومشاريع من أجل هذا الوطن. وإلا فكيف يكون حلم التواجد في الاتحاد الأوروبي المنهار رؤية تتبنونها؟ وكيف يُغريكم هذا الاتحاد الطاعن في السن المتهالك الفاقد لإنسانيته وأخلاقه؟ ثم ماذا؟ تريدون الانغلاق على أنفسكم بعد إغلاق الحدود؟ كيف يكون إدارة ظهورنا للشرق الأوسط شيء نستطيع أن نسميه رؤية؟ لا إنما هي أمر بالٍ من الجاهلية الأولى جار عليه الزمن وبال.

هل تستطيعون تقديم مشاريع أو حلول ممكنة؟ نعم نحن نعيش مشاكل كثيرة، لماذا لا تقدمون حلولكم؟ هل عندكم أي حلول أو مشاريع من أجل إيقاف مشكلة الحروب واللاجئين التي ستسقط عرش الاتحاد الأوربي؟ أم هل عندكم أي رؤية سياسية تستوعب وتحل الأزمات التي تعيشها كل الجبهات والحدود؟ فما هي حلولكم لمواجهة أوروبا الخائرة وأمريكا الفاشلة وروسيا المفجوعة؟ نعم أنا الذي أعلم جوابكم على كل هذه الأسئلة: إنه "لا يوجد". فأنتم أناس فارغون لا تجيدون إلا النقد غير البناء الباحث عن اصطياد الأخطاء، أنتم بلا فكر ولا سياسية ولا حلم أو خيال.

أمام هذه الصورة السوداوية الظلامية لأناس فارغين تافهين نرى صورة مُشرقة لأصحاب الهامات والهمم. نعم، فهم أصحاب خيال وحلم وتصور وبصيرة، يعززونها بالعمل الدؤوب من أجل مستقبل مشرق لعالم إسلامي ينير درب الإنسانية.

عن الكاتب

كمال أوزتورك

إعلامي صحفي تركي - مخرج إخباري وكاتب - مخرج أفلام وثائقية - مدير عام وكالة الأناضول للأنباء سابقًا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس