ترك برس

يراقب دفريم يايلالي، عابري البوسفور بشكل شبه يومي منذ 8 أعوام، ما يعني أن كل سفينة تجارية أو سياحية أو حتى فرقاطة روسية أبحرت خلال البوسفور قد مرت أمام ناظريه في لحظة ما، والأهم هو أنهم مروا أمام عدسة كاميرته أيضاً، ليقوم بعد ذلك بنشر تدوينة مصاحبة لكل صورة على مدونته المسماة "أخبار البوسفور البحرية".

في حديثه لمجلة النيوزويك قال يايلالي "بدأت ملاحظة السفن المارّة عبر البوسفور خلال مراهقتي، بينما بدأت في التقاط الصور في 1987. ومع بداية ظهور الإنترنت نشرت صوراً للبحرية التركية، لكن الأمر أصبح مملاً، لذا بدأت منذ 8 سنوات في الكتابة عبر مدونتي عن كل سفينة رأيتها تعبر البوسفور، ثم دمج كل الصور التي التقطتها".

استطاع يايلالي إنشاء قاعدة بيانات مثيرة للإعجاب لتوضيح حركة النقل البحري عبر إسطنبول، مستعيناً بتصويره الشخصي، وكاميرات الجبهة البحرية المتاحة للجمهور، بالإضافة إلى المواقع الإلكترونية التي تتلقى إشارات السفن إلى الميناء عبر الترددات المختلفة. (وفق ما أوردته "هافينغتون بوست عربي" في ترجمتها لتقرير المجلة).

ويقول يايلالي "بدأت التركيز على السفن الروسية في نهاية عام 2012، بعدما لاحظت زيادة عدد السفن الروسية العابرة للمضيق التركي، وفكرت بأنه سيكون أمراً مثيراً للاهتمام إن تابعتها بشكل خاص"، وأشار أنه "حسب ما رأيت في عام 2015، فقد أرسل الروس عدداً من سفن الإنزال الكبيرة، بالإضافة إلى حوالي 4 أو 5 من سفن الركاب التي استخدمت لجلب التعزيزات إلى سوريا من روسيا. لقد كان عام 2015 ذروة نشاط السفن الحربية حتى الآن".

يعتقد يايلاي أن المدونين أمثاله يجعلون من خداع القوات المسلحة للشعب أمراً عسيراً. إذ تشير بياناته إلى عبور ما يزيد على 60 سفينة حربية روسية سنوياً منذ 2013، بينما بلغ عددها 74 خلال العام الماضي، ليكون هذا هو الرقم الأعلى حتى الآن، ولم يرَ أي بطء ملحوظ للمرور الروسي بعد إعلان روسيا سحب القسم الأكبر من قواتها في سوريا، حيث مرّ ما يزيد على 20 سفينة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام بالفعل.

لكنه لاحظ محاولة البحرية الروسية اتباع بعض تكتيكات الحقبة السوفيتية لإخفاء مساراتها إلى البحر المتوسط. حيث حاول قباطنة السفن تمرير بعض السفن التي فصلتها موسكو عن قواتها في مكان آخر، كوحدات جديدة تمر عبر البوسفور، من أجل إحباط محاولات تقدير القوة البحرية الروسية ومدى انتشار قواتها.

"في عهد السوفييت كان رقم التعريف الخاص بالسفينة يتغير كلما مرت من البحر الأسود لبحر البلطيق على سبيل المثال. وعلى الرغم من توقف عن هذا الأمر لمدة طويلة، إلا أنهم يقومون به مجدداً، وهو ما يدفعني للاعتقاد بأنهم لم يغيروا عدد السفن الحربية الموجودة في الخطوط الأمامية للبحر الأسود، لكنهم يريدون للأمر أن يبدو وكأنه تغير".

"كانت هذه التكتيكات فعالة في زمنٍ ما، لكن الآن يمكن لأي شخص التقاط صورة لإحدى السفن ونشرها عبر الإنترنت ليتعرف عليها الجميع. هناك الكثير من المعلومات المتوفرة على الإنترنت في وقتنا الحاضر".. حسب يايلالي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!