هاكان ألبيراق – صحيفة قرار – ترجمة وتحرير ترك برس

أرسل رئيس الجمهورية الطيب أردوغان رسالة إلى النائب العام بطريارك الأرمن في تركيا أرام أتش يان بذكرى أحداث 1915، وكان فيما احتوته الرسالة كثير من الجُمل الثمينة، فقد مجّد وسلُم على ضحايا الحرب العالمية الأولى من العثمانيين الأرمن الذين سقطوا جراء الأحداث المؤسفة المصاحبة للحرب. ثم اتبع وقال إن أفضل طريقة لمشاركة الآلام وإعادة الحقوق إلى أصحابها يكون بعدم تكرار مثل تلك الأفعال الإرهابية "سنستمر في دورنا التاريخي الإنساني المدافع والمنافح عن العثمانيين الأرمن".

"أعيد وأطيب على ذكرى الضحايا من العثمانيين الأرمن وأقدّم تعازيّ لكل أقاربهم، كما وأطيب بالذكرى لكل المواطنين العثمانيين من كل الديانات واللغات دون أي تفرقة، وأحب أن أذكر من جديد بأنني أشكر كل المواطنين الأرمن الذين كانوا أحد أركان الصرح التاريخي للحكم العثماني". بعد هذه الكلمات لم نرى صحيفة غربية واحدة تذكر كلمة واحدة عن هذه الرسالة الطيبة، ولو كانت تحمل هذه الرسالة بين جنباتها أي عنصرية أو استهداف للأرمن لرأينا هذه الصحف وهي تتهافت تنشر بغضها وكرهها الأسود. لكن وبالكلمات الدافئة المعبرة عن شعور وضمير تركيا والمسلمين كانت هذه الرسالة خطيرة!

مع كلمات منيرة من أمثال ما قاله رئيس دولة البوسنة والهرسك علي عزت بيغوفيتش "حتى لو قتلوا أطفالنا ونساءنا وهدموا مساجدنا فإننا لن نرد عليهم بالمثل، لأن هنالك قرآن ينهانا عن ذلك"؛ ونعي رئيس الجبهة الإسلامية في الجزائر عباس مدني للصحفي الذي تم قتله في بغداد؛ وموقف رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أيام الدكتاتور زين العابدين حينما وقف متضامنا أمام السفارة في لندن مع أساتذة الاجتماع الذين يتم تعذيبهم في زنازين الدكتاتور؛ وموقف الإخوان المسلمين في مصر الذي حمى كنائس المسيحيين من التهديدات التي كانت تواجهه في أصعب اللحظات وأخطرها؛ نعلم يقينا بان المسلمين ما زالوا متماسكين ويقدمون مصالح الاخرين ويحموها بأنفسهم رغم كل الطعونات التي يتعرضون لها.

ثم يشكون بعد ذلك من تنظيمات تدعي بانها تمثل الإسلام كالقاعدة وجماعة البغدادي وبوكو حرام والشباب وهم يعلمون بان الترياق والحل الناجع لهم هو دعم الإسلام المعتدل. هل هذه التنظيمات تمثل الإسلام وتتكلم باسمه؟ هم في الحقيقة يسعدون بمثل هذه التصريحات التي تعترف بهم.

عن الكاتب

هاكان البيرق

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس