أكرم كيزيلتاش – صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس

عقدت في مدينة ماردين جنوبي تركيا "الندوة الدولية حول بلاد ما بين النهرين في الحرب العالمية الأولى"، بتنظيم جامعة أتاتورك، ومركز أتاتورك للأبحاث، وبلدية بافجلار، بمناسبة الذكرى المئوية لنصر الكوت الذي يبعث على الفخر والتشريف.

ولكن، هل كان هذا الرضا نابعا عن الحديث عن بلاد ما بين النهرين ونصر الكوت على مدار يومين كاملين؟ أم كان بسبب رؤية ذلك الجمال الأخاذ لماردين ومسجدها والمدرسة القاسمية وبقية المعالم فيها؟ الإجابة على ذلك صعبة.

كانت العروض التي قدّمها ما يربو عن 40 أكاديميا من تركيا وبعض الدول الأخرى خطوة هامة في طريق رفع الحجاب عن نصر "الكوت" ذلك النصر المنسي، أو بالأحرى المراد نسيانه.

أثارت جملة رئيس جامعة أتاتورك في الجلسة الختامية للندوة التي قالها بالتركية ثم كررها بالعربية: "كأنّ "الكوت" قد أيقظنا من جديد بعد مائة عام، وغدا فرصة جديدة لكتابة تاريخ الأمة الإسلامية من جديد"، أثارت المشاركين القادمين من دول إسلامية متنوعة فدفعتهم إلى التصفيق الحار وقوفا إعجابا بما قال، حتى غدت تلك اللحظة إحدى أكثر لحظات الندوة إثارة وحماسة طول يومي الندوة.

كما كان من الضروري تسجيل استماع الحضور بإثارة وحماسة لكلمات رئيس الجامعة الآتية: "رغم أن الدولة العثمانية خرجت من الحرب العالمية الأولى منتصرة على كل الجبهات، إلا أنه تم تقسيم أراضيها كما لو أنها كانت مغلوبة…".

لو استمر حكم الدولة العثمانية 650 عاما وليس 625 عاما فقط، لكانت خريطة العالم اليوم مختلفة، وكذلك ما كان لهذه المشاكل والمعضلات أن تكون. لأن مؤسسة الخلافة والتي كانت بمثابة السلك الناظم للأمة، كانت ستستمر، ولما كان للإمبريالية الغربية أن تقسّمنا، ولا أن تخرج من داخلنا 50 دولة".

تجاهل 600 عام...!

مساء 29 نيسان/ أبريل، كان خطاب كل من الرئيس ورئيس الوزراء في الاحتفال الذي نُظّم في إسطنبول بمناسبة الذكرى المئوية لنصر "الكوت" مبشرا بأن 29 نيسان من كل عام بعد الآن ستكون مختلفة.

لقد كانت كلمات الرئيس أردوغان "أرفض حصر تاريخ ممتد لآلاف السنين بتاريخ يبدأ من 1919، كل من يتغافل ويهمل 600 عام من تاريخ الأتراك القديم، ويقفز إلى الجمهورية فقط، فإنه خصم لهذه الدولة وهذا الشعب"، بمثابة رسالة واضحة وصريحة لكل من يبذلون جهودا حتى ننسى أيام تاريخنا المليء بالانتصارات.

وأما رئيس الوزراء والذي قال ضمن كلمته مشددا: "نصر الكوت بالنسبة لي هو بمثابة "جناق قلعة" الشرق الأوسط"، فقد قال: بعد القول "إما ينتصر الكوت وإما سايكس بيكو" وتصريحه "ويأتي اليوم وتنتصر روح الكوت"، أظن أن كلامه هذا كان كافيا لتقشعر أبدان البعض منه.

ماردين في انتظاركم..

رغم أنها تعيش بعض المشاكل في إحدى ضواحيها، إلا أن السكينة والهدوء في ماردين الآمنة إلى أبعد درجة، كان ملفتا للانتباه.

بعض الحرفيّين والأصدقاء الذين طوّفنا معهم سويا، شددوا على أنه وبسبب الإرهاب حدث هبوط شديد في أعداد  الزائرين إلى ماردين، وأن الوضع الاقتصادي تأثر كثيرا.

إلا أنهم وبإصرار كبير يؤكدون على أنه لا وجود لأدنى مشكلة أمنية في المدينة، ولذلك فهم يدعون الجميع لمشاركتهم جمال ماردين وزيارتها للتمتع بأجمل مواسمها.

يدعون الجميع، وعلى وجه الخصوص أبناء ماردين إلى مشاركتهم هذا الجمال الفتّان، ونحن علينا أن نوصل هذه الدعوة...

عن الكاتب

أكرم كيزيلتاش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس