حليمة كوكتشة – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

استقبلت تركيا وفي مدينة إسطنبول القمة الإنسانية العالمية للأمم المتحدة في 24-25 من الشهر الجاري، وسجل المؤتمر هذه المرة أكبر حضور له بشكل يليق بالدور التركي، فقد حضرت 60 دولة بوزرائها وممثلين عن 173 دولة و9 ألف مشارك آخر. في المقابل تغيبت أطراف مجرمة أعضاء في مجموعة الخمسة الكبار في الأمم المتحدة، والحقيقة هنا أن هؤلاء المجرمون هم سبب تأزم الأمور والأوضاع في كثير من الأماكن وعلى رأسها الأزمة السورية، فبقتلهم اليومي للسوريين يثبتون كل ساعة أنهم كائنات ليس من البشر ولا تمت للإنسانية بصلة. وكان أكبر إثبات على ذلك استخدامهم للأسلحة المحرمة والممنوعة دوليا وعلى رأسها السلاح الكيماوي الذي فضح عصبة الأمم المتحدة عندما لم تستطع ولم تتحرك تضد استخدامه، لتعلن حينها أنه وفي حال تم استخدامه في المستقبل في أي مكان آخر فان نفس النتائج واردة الحدوث.

عضو في عصبة الخمسة الكبار

من أول مؤتمر وقمة إنسانية عالمية والجهود الدولية تعمل جهدة من أجل تقديم الحلول الممكنة لمواجهة الأزمات وتقديم المساعدة لها، لكن ومن تلك اللحظة ونحن نعلم أن النظام العالمي ليس بنظام إنساني وليس بمقدوره أن يحفظ الإنسانية، وظهر ذلك جليا عندما ضرب جسد ذلك الطفل الصغير شواطئ السواحل التركية. فهم يقومون بتوظيف الملف الإنساني لخدمة مصالحهم ويخدعوننا بهذه الكذبة حتى شابت ورأينا الشعر الأبيض في رأسها. ولهذا أيضا ما زلنا نرى تركيا تعترض وتقول "أنه عضو من الخمسة الكبار"...

كان للسيدة أمينة أردوغان كلمة في المؤتمر تحدثت فيها عن نقاط عدة وقالت إن تركيا والشعب التركي هم أكثر الشعوب المحبة للخير، فتركيا تأتي في المرتبة الثانية عالميا في مساعدة الغير، بينما تأتي في المرتبة الأولى عالميا حسب ترتيبها الاقتصادي، فتركيا كانت وما تزال تساعد السوريين في كل جزيئات أزمتهم، كما ولها أيضا مشاريع تنموية كثيرة في أفريقيا، وأوضحت بان تركيا دولة إنسانية تستخدم قوتها الناعمة في التأثير على السياسية العالمية نحو كل ما هو خير. وأكدت أمينة أردوغان على وجوب حفاظ المساعدات الإنسانية بجانيها ومقصدها الإنساني وأن لا يتم استخدامها لمصالح أخرى سياسية واقتصادية... وطالبت أيضا بأن يتم اعتماد هذه المساعدات وبرامج التنمية في الحلول السياسية المقترحة للأزمات المختلفة.

رجال الرئيس

خرجت صحيفة الجمهورية في عددها الجديد بمقال يصف المجلس الوزاري الجديد عنونته بـ"رجال الرئيس". في الحقيقة هذا وصف صحيح لواقع يرى فيه حزب العدالة والتنمية رئيس الجمهورية أردوغان هو الرئيس الفعلي للحزب، ولا يرون كذلك أن رئاسة الجمهورية قد تبعد رئيسهم عن حزبهم ولو بملم واحد، في نفس الوقت نرى الشعب نفسه يصف الحزب ويقول "حزب أردوغان"، فما هي مشكلتهم؟ مشكلتهم هي أنهم يريدون لعب أدوارهم في المعارضة لكن إفلاسهم السياسي قادهم لمثل هذه الأفعال والأقوال الرخيصة التافهة.

عن الكاتب

حليمة غوكتشة

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس