حسين غولارجا – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

بعد أن تم اختيار السيد بن علي يلدرم رئيسا جديدا للحزب في المؤتمر الطارئ وبمجموع أصوات 1405 صوت، تعالت أصوات المعارضين لأردوغان واتهموا الحزب والمؤتمر وقالوا "حزب أردوغان" و"مؤتمر أردوغان". في الحقيقة هنالك الكثير من الملابسات التي يجب أن توضح، ولهذا أسأل: لماذا لم نرى مثل هذه الموجة الإعلامية في أمر استقالة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو الذي اضطر إلى ترك منصبه بعدما كان قد انتصر في الانتخابات؟ ثم يسألون: لماذا أعضاء الحزب مرتبط بأردوغان إلى هذا الحد؟ ولماذا يوافقونه في كل شيء؟ ويقولون إن الذي يحصل هو "بيعة" قدمها الحزب لأردوغان. إذا كانت تهمتكم هي "البيعة"، لماذا لم تفترضوا بأنها بيعة صداقة ومحبة مثلا؟

قبل كل شيء أريد أن أرد تهمتهم عليهم بوصف حال جماعة غولن، فجماعته وبكل مستوياتها ومنتسبيها من رجال الأعمال والسياسيين والكتاب والإعلاميين... كرهوا أردوغان وأعلنوا عليه العداء الأعمى فقط بأمر من قائدهم غولن. فغولن الذي كان قبل خمس سنوات يتلقى دعم كبير من الشعب ما زال وإلى أيام قليلة ماضية ينفث ببغضه وحقده الأعمى على أردوغان، ففي موعظة له قبل أيام قليلة وصف أردوغان بالنمرود والطاغوت وبعض الألفاظ القبيحة الأخرى فقط لأنه يكرهه. وهنا أسال: كيف لمن عميت بصيرته بالحقد والعداء الأسود أن يرى روابط الإخاء والصداقة التي تحدد إرادة حزب العدالة والتنمية؟ ولماذا تكونت تلك الروابط وأصبحوا مرتبطين بأردوغان إلى هذا الحد؟

السبب الأول في شخصية أردوغان نفسه: فلا يهم إن كنت تحبه أو لا، وإنما المهم أن لا تعمى عن حقيقة كارزميته وخطابته وحضوره السياسي القوي، وظهر ذلك واضحا جليا في مواجهته لأزمة حديقة غيزي ومحاولات الانقلاب في 17-25 كانون الأول/ ديسمبر، وفي قيادته للقاعدة الأساسية لحزب العدالة والتنمية في انتخابات 7 حزيران/ يونيو و1 تشرين الثاني/ نوفمبر. فهل نرى في المقابل مثل هذه القيادة والإيمان الراسخ في القائد بين صفوف الحزب القومي والحزب الجهوري؟ فأعضاء وأنصار حزب العدالة والتنمية يعلنونها "نحن وجدنا قائدنا وسنتبعه حتى النهاية"، فكيف يكون هذا الموقف والتصرف مخالف للديمقراطية؟ وأين هي الحرية التي تدعونها إن لم تقبلوها لغيركم؟

السبب الثاني: هو إيمان واعتقاد كل من أراد وأحب أردوغان بأن الأخير يمثل له فرصة تاريخية يجب المحافظة عليها، فرصة تاريخية في إعادة أمجاد الماضي التليد بإنسانيتنا وأخلاقنا وحضارتنا العظيمة مع أخذ كل ما هو مفيد من تكنولوجيا وتطور من الغرب. نعم، فهم يرون في حزب العدالة والتنمية وقائده أردوغان فرصة تاريخية طال انتظارها، ولا يهم من بعدها تلك التفاصيل الخارجة عن الحدث كتغيير رئيس الوزراء، أو من سيكون رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء… المهم هو التمسك واتباع ذلك القائد الفريد وصاحب الفرصة التاريخية الذي تحاربه قوى الشر مجتمعة ومتفرقة من أنحاء المعمورة المختلفة، ولهذا لن يفهم هذه المحبة والارتباط إلا من فهم الواقع ورأى تلك العداوة التي تجتمع على تركيا.

عن الكاتب

حسين غولارجا

صحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس