حسين غولارجا – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

قتلت الولايات المتحدة قاسم سليماني القائد في الحرس الثوري الإيراني، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي في غارة قرب مطار بغداد. 

سليماني كان قائد فيلق القدس، الذي تتجمع حوله المجموعات الشيعية المسلحة في الشرق الأوسط، ويستمد قوته من الزعيم الديني علي خامنئي مباشرة.

يقول من يعرفون سليماني عن كثب إن "ما يحركه فعلًا ليس تدينه وإنما القومية الإيرانية". وبالتالي فإن ترامب أصاب النظام العسكري الإيراني في مقتل. 

أما من الجانب الأمريكي، لم يكن هناك أي احتمال بأن تغض واشنطن الطرف عن الهجوم على سفارتها في بغداد. ووجدت أفضل ذريعة من أجل تصفية حسابها مع طهران. 

لا بد من الإشارة أن إيران لم تحسب وتتوقع الرد الأمريكي. كان قاسم سليماني يسيّر السياسات طهران في سوريا والعراق ولبنان واليمن. 

لا جدل في أن سليماني كان رجل إيران الأقوى في العراق، وكان يملك حتى صلاحية تعيين رئيس الوزراء العراقي بموافقة خامنئي. 

وعليه فإن الولايات المتحدة لم تنفذ عملية اغتيال فحسب، بل نفذت عملية سياسية سيكون لها تأثير أحجار الدومينو في الشرق الأوسط. 

أول ما صرح به خامنئي وروحاني هو أن إيران ستثأر. لا بد أن واشنطن فكرت بمرحلة ما بعد الاغتيال، فما هي حساباتها حتى كان ردها بمثل هذة الشدة؟ 

لن يكون العراق وسوريا ولبنان كما في السابق. سيتحول العراق إلى جحيم مع الهجمات التي تستهدف الرعايا والقواعد الأمريكية. حتى أن واشنطن دعت مواطنيها لمغادرة العراق فورًا. 

 وقد تكون سوريا مسرحًا لمفاجآت. ليس من المستبعد أن تقع مواجهات بين الولايات المتحدة وإيران في سوريا. وقد تستخدم واشنطن تنظيم "ي ب ك" في ذلك. 

اغتيال سليماني سيفتح عهدًا جديدًا في المنطقة. فكيف سيكون الانتقام الإيراني؟

ما هي الحملات غير المتوقعة التي ستقدم عليها الولايات المتحدة بعد حساب الرد الإيراني؟ الفترة القادمة لن تؤثر على بلدان المنطقة وإسرائيل فحسب. 

يتوجب على تركيا، التي تملك وجودًا عسكريًّا في سوريا وتعتزم إرسال قوات إلى ليبيا، أن تكون في قمة الحذر. 

تقول أحزاب الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي والجيد والسعادة "ما شأننا في سوريا، ما شأننا في ليبيا؟"، وكأن تركيا هي المسؤولة عما حدث.

تحيك الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل وإيران وفرنسا مكائد تهدد أمننا القومي مباشرة بالقرب من حدودنا الجنوبية، وتسعى لتضييق الخناق علينا.

تعمل تركيا على حماية حقوقها وضمان مستقبلها، أما المعارضة فيها فكل همها هو إلحاق الضرر بأردوغان، وتقف إلى جانب أعداء تركيا.

 

عن الكاتب

حسين غولارجا

صحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس