صحيفة ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

انضمام ليبرمان اليميني القومي للحكومة الإسرائيلية يثير قلق كلا من تركيا والولايات المتحدة .وعلى حين تشعر أنقرة بالقلق من أن يقوض تعيين ليبرمان محادثات التسوية بين تركيا وإسرائيل، ترى واشنطون أن سياسة ليبرمان ستبعد إسرائيل عن حل الدولتين.

أعلنت الولايات المتحدة يوم الأربعاء أن تشكيل الحكومة اليمينية الجديدة في إسرائيل يثير تساؤلات مشروعة حول التزام الحكومة بحل الدولتين في نزاعها مع الفلسطينيين. وفي تعليق نادر على السياسة الداخلية لحليف الولايات المتحدة، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إن واشنطون اطلعت على تقاريرصادرة من إسرائيل تصف الحكومة الإسرائيلية بأنها التحالف الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل وأضاف " إننا نعلم أن العديد من وزرائها أعلنوا معارضتهم لحل الدولتين" وهذا يثير أسئلة مشروعة حول الطريق الذي ستسلكه الحكومة الإسرائيلية والسياسات التي ستتبناها" وجدد المتحدث الأمريكي دعم  الولايات المتحدة لنهاية تفاوضية للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس دولتين تعيشان جنبا إلى جنب ضمن حدود متفق عليها.

في العشرين من مايو أيار قال تقرير لصحيفة ديلي صباح إن تعيين ليبرمان قد يقوض العملية الجارية حاليا لترميم العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا. وقال التقرير إن ليبرمان معروف  بانتقاداته اللاذعة لعملية تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل. وفي العام الماضي انتقد ليبرمان نتنياهو الذي أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس رجب طيب أردوغان في مارس 2013 للاعتذار عن مقتل تسعة أتراك في أسطول الحرية، وقال ليبرمان" لقد كان الاعتذار لتركيا خطأ كبيرا" . وأضاف ليبرمان " مادامت تركيا تحكمها القيادة الحالية برئاسة أردوغان، فلا توجد فرصة لإصلاح العلاقات مع إسرائيل". وقال " إن تركيا أردوغان بلد تود الهجوم على إسرائيلي واستدراجها، ويجب على إسرائيل أن تتصرف وفقا لذلك، وأن تحافظ على المصالح الإسرائيلية.

ولفت التقرير إلى أنه بالإضافة إلى تعليقاته السلبية، فإن السياسي اليميني المتطرف معروف أيضا بتصريحاته العنصرية ضد الفلسطينيين، وغيرهم من العرب. وفي العام الماضي وصف ليبرمان المواطنين العرب في إسرائيل بالخونة الذين يجب قطع رؤوسهم، ففي حملته الانتخابية في عام 2015  قال ليبرمان " من يقفون معنا يستحقون كل شئ، أما من يقفون ضدنا فلا مفر من أن نرفع الفأس ونقطع رؤوسهم .

ويثير تعيين ليبرمان أيضا قلق السلطة الفلسطينية. في يوم الخميس انتقد وزير الخارجية الفلسطيني قرار نتنياهو ضم حزب ليبرمان إلى الحكومة، قائلا إن هذا دليل آخر على أنه لا يوجد شريك حقيقي للسلام في إسرائيل. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الفلسطينية" إن قرار تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع قاد الشعب الفلسطيني إلى استنتاج أنه ليس لديهم خيار آخر سوى مواصلة حملتهم الدولية لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية" .

يأتي انضمام ليبرمان إلى المجلس الوزاري في وقت حساس. فبعد عامين من انهيار مفاوضات السلام، تستعد فرنسا لاستضافة مؤتمر الشهر المقبل لاستئناف المفاوضات. وفي الوقت نفسه تعد اللجنة الرباعية التي تقودها الولايات المتحدة لنشر تقرير يتوقع أن يوجه انتقادات لإسرائيل. وعلى حين تعهد نتنياهو وليبرمان بتحقيق السلام مع جيران إسرائيل العرب، فإن مواقفهما المتشددة في القضايا الرئيسة، والعلاقة المتوترة مع جزء كبير من المجتمع الدولي، وتشكيل باقي أعضاء المجلس الوزاري يجعل إحراز تقدم كبير مسألة بعيدة .

 يعد ليبرمان 57 عاما أحد أهم القادة الإسرائيليين، وهو معروف بسلاطة لسانه إلى حد أنه أساء إلى الحلفاء في الداخل والخارج. 

دخل ليبرمان عالم السياسة في عقد التسعينات مساعدا لنتنياهو قبل الانفصال وتأسيس حزب إسرائيل بيتنا، وهو حزب قومي متشدد يعتمد على المهاجرين من الاتحاد السوفييتي السابق كقاعدة شعبية له.  ولد ليبرمان نفسه في مولدوفا إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، ويتحدث العبرية بلكنة روسية . ولعدة سنوات كان حليفا رئيسيا ومنافسا قويا لنتنياهو. تولى عددا من المناصب الوزارية الرفيعة المستوى، بما في ذلك خدمة مرتين وزيرا للخارجية في حكومة نتنياهو.

بإضافة خمسة مقاعد لحزب إسرائيل بيتنا ، يحظى نتنياهو الآن بأغلبية مريحة في البرلمان 66 مقعدا من 120 ، مما يجلب بعض الاستقرار المطلوب لهذا التحالف الهش. لكن حكومة نتنياهو والتي يهيمن عليها الآن المتشددون الدينيون والقوميون الذين يعارضون قيام دولة فلسطينية مستقلة، ستكون هدفا أساسيا للمجتمع الدولي وعملية السلام التي تقودها الولايات المتحدة. وفي تشكيك صريح  لجهود السلام مع الفلسطينيين، ألقى ليبرمان خطابا في الأمم المتحدة في عام 2010 يلقي ظلالا من الشك على هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل. بدلا من ذلك، تحدث عن عقود طويلة من الوساطة، واقترح تبادلا للأراضي لتخليص إسرائيل من المواطنين العرب، وضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى إسرائيل. نأى نتنياهو بنفسه عن هذا الكلام ، قائلا إنه لا يعكس السياسة الإسرائيلية. وعندما سعى الفلسطينيون إلى الحصول على العضوية في الامم المتحدة في عام 2012، دعا ليبرمان لإسقاط الرئيس محمود عباس. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!