محمد حامد - خاص ترك برس

كشفت القناة العاشرة  في التلفزيون الإسرائيلي أن تل أبيب وأنقرة توصلتا إلى صفقة  تسوية بين الجانبين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بحيث تتنازل إسرائيل عن مطلبها بطرد قادة حماس من إسطنبول، مقابل تنازل تركيا عن رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، على أن تلعب دورا في إعادة إعمار القطاع. يأتي ذلك بينما أكد القيادي في حزب العدالة والتنمية التركي، أحمد فارول، أن بلاده لن تتنازل عن شرط رفع الحصار عن غزة.

وأوضحت القناة الإسرائيلية أن وفدي المفاوضات التركي والإسرائيلي توصلا إلى تسوية بشأن مطالب حكومتي البلدين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد قطيعة استمرت خمس سنوات. ووفقا لصيغة التسوية تنازلت إسرائيل عن مطلبها بإغلاق مكاتب حركة حماس في تركيا بحيث يمكن لحماس أن يكون لها مكتب تمثيلي في تركيا، على أن يخضع نشاط الحركة لرقابة الحكومة التركية، وأن تتعهد تركيا بعدم استخدام أراضيها في "عمليات إرهابية" ضد إسرائيل وفي الضفة الغربية المحتلة.

وقالت القناة إن تركيا تنازلت عن مطلبها برفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، مقابل أن تتعهد إسرائيل بمنح تركيا وضعا خاصا، إلى جانب مصر في كل ما يتعلق بغزة لتمكينها من تنفيذ مشروعات إنسانية.

وفي السياق نفسه نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن تركيا وإسرائيل سيعلنان في وقت قريب جدا عن عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين وتطبيع العلاقات، بعد قطيعة دبلوماسية منذ عام 2010.

وقال وزير إسرائيل مطلع على سير المفاوضات "أنجزنا أكثر 95% من المفاوضات وبقي قليل من التفاصيل، وربما تكون المسألة خلال بضعة أيام فقط"، مضيفا أن هناك حكومة جديدة شكلت في تركيا، وقد أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكثر من مرة عن رغبته في فتح صفحة جديدة، كما أن الوضع السياسي في إسرائيل يؤيد إنهاء الأزمة.

ولفتت الصحيفة إلى أن من مؤشرات التقارب التركي الإسرائيلي الزيارة التي قام بها دوري غولد مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية غلى إسطنبول في الأسبوع الماضي للمشاركة في القمة الإنسانية العالمية الأولى، وهي أول زيارة رسمية لوفد إسرائيلي إلى تركيا منذ خنس سنوات، كما زار غولد إسطنبول في أعقاب التفجير الإرهابي الذي وقع في مارس الماضي وقتل فيه ثلاثة إسرائيليين.

وألمحت الصحيفة إلى أن صفقة بيع الغاز الإسرائيلي إلى تركيا قد تكون السبب وراء عودة دفء العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى تصريحات القنصل الإسرائيلي في إسطنبول شاي كوهين في الأسبوع الماضي التي قال فيها إن صفقة الغاز الإسرائيلي إلى تركيا أمر طبيعي في ضوء الظروف الإقليمية الحالية، وأن الوضع في المنطقة يتطلب تعاونا في مجال الطاقة بين تركيا وإسرائيل، حيث إن تركيا هي الطريق الأهم لتصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا.

من جانبه أكد القيادي في حزب العدالة والتنمية التركي أحمد فارول، انه لم يتم التوصل حتى الآن إلى اتفاق نهائي بين تركيا وإسرائيل، مشيرا إلى أن المحادثات بينهما لا تزال في مرحلة المناقشة.

وجدد فارول تأكيده خلال تصريح لموقع  ل"شمس نيوز"، الفلسطيني اليوم الخميس أن أي اتفاق تركي إسرائيل سيتم على أساس الشروط الثلاثة التي وضعتها بلاده، وهو أن تعتذر إسرائيل لتركيا بعد حادثة "مافي مرمرة"، وأن تقدم تعويضات لأهالي الضحايا، بالإضافة إلى رفع الحصار عن قطاع غزة.

وشدد القيادي التركي على أن بلاده  لا تزال مصرة على الشرط الثالث لإعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مستبعدا أن تتنازل عن هذا الشرط.

وقال فارول "نحاول أن نستغل رفع الحصار عن غزة لإعادة العلاقة مع إسرائيل، وهذا بالفعل ما نقوم به"، لافتا إلى أن شرط "رفع حصار غزة" العقبة التي تحول دون التوصل لاتفاق بين تركيا وإسرائيل.

وأوضح فارول أن إسرائيل لا تريد أن يسجل لتركيا إنجاز رفع الحصار، لكنها تريد رفع حصار غزة عن طريق مصر أو السلطة الفلسطينية، وهذا الشيء لا تريده تركيا"، على حد قوله.

ونفى القيادي التركي أن تكون مكاتب حركة حماس في اسطنبول عائقا أمام تعيق تنفيذ الاتفاق التركي الإسرائيلي وقال "إن حماس مجرد حركة من الشعب الفلسطيني وعلاقتنا بها علاقة وطيدة وقوية، ولا أحد يتدخل في هذا الأمر ولم يطلب منا حتى قطع العلاقة معها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!