محمود القاعود - خاص ترك برس

في الثاني من حزيران/ يونيو 2016م ، صدّق البرلمان الألماني "البوندستاغ" علي قرار يعد الأحداث التركية – الأرمينية إبان الحرب العالمية الأولي في  العام 1915م  "إبادة جماعية"، وطبيعة القرار – وتوقيت صدوره – تؤكد أن أوروبا الصليبية تعاقب تركيا المسلمة.

هل ثمة دلائل على ما نقول؟

الإجابة نجدها من خلال تصريحات الأوروبيين أنفسهم، وتحديدا مفوض الأسواق الداخلية في الاتحاد الأوروبي فريتس بولكشتاين في تقرير نشرته  صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية: "الاتجاه الحالي يفضي بنا الى نتيجة واحدة فقط وهي أن الولايات المتحدة تحافظ على نفسها كقوة عظمى وحيدة والصين تتحول إلى عملاق اقتصادي وأوروبا تتحول لتغدو إسلامية أكثر".

وأضاف بولكشتاين: "سيكون تحرير فيينا في 1683 من قبضة الإمبراطورية العثمانية قد ذهب سدى، ومن الممكن أن تتحقق التكهنات القائلة بأن أوروبا ستتحول على المدى الطويل الى جزء من الجناح الغربي للعالم العربي أي جزء من المغرب العربي!".

كما كشفت إحدى وثائق ويكليكس أن بينديكت السادس عشر بابا الفاتيكان السابق، تبني حملة شعواء في العام 2004م وقت أن كان كاردينالا، ضد انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، ودعا للنص علي الجذور المسيحية لأوروبا في الدستور الأوروبي!

أيضا وصف فاليري جيسكار ديستان الرئيس الفرنسي الأسبق الاتحاد الأوروبي بأنه "ناد مسيحي"، وهاجم انضمام تركيا ، قائلا إن الاتحاد سينتهي في حال انضمام تركيا!

هذه بعض النماذج لتصريحات أشخاص في قمة هرم المسئولية والسلطة بأوروبا، ما يعني أن التعصب الصليبي الأعمى، بلغ مداه وأن الحديث عن التعددية في أوروبا مجرد وهم تروجه البروباغندا الغربية.

وبالعودة لقرار البوندستاغ الذي يطفح عنصرية ويحتوي علي افتراءات وتدليسات تاريخية، نكتشف أن الهدف من القرار هو عرقلة انضمام تركيا للـ "نادي المسيحي"، والتحايل علي اتفاقية اللاجئين التي وقعها الاتحاد مع تركيا.

السؤال المنطقي: لماذا لا يريح الأتراك أنفسهم من عناء المطالبة بالانضمام لهذا النادي الصليبي المتعصب؟

الأوربيون لن يقبلوا إلا بدولة تخاصم الإسلام والمسلمين، وهو ما جعلهم يقبلون بقبرص واليونان ورومانيا وغيرها من الدول المتأخرة بمراحل عن تركيا، لا لشيء إلا لأن هذه الدول مسيحية بينما تركيا مسلمة.

إن الهوس الأوروبي الصليبي يجعل قادة النادي المسيحي يختلقون الشروط والعقبات كل يوم، لتظل تركيا تدور في حلقة مفرغة، وتقدم تنازلات عديدة، لن تنتهي إلا بخلع الاسلام تماما!

الواقع يقول أن الأوروبيين يحاولون الثأر من "الدولة العثمانية"، ولا زالوا حتى اليوم يتحدثون عن هزائمهم علي يد العثمانيين، وعليه فإن الواجب على الأتراك:

-  تدعيم الروابط التركية بباقي المحيط الإسلامي.

- الكف عن تقديم تنازلات للاتحاد الأوروبي.

- إعادة النظر في اتفاقية اللاجئين، وفتح الباب أمامهم للعبور إلى أوروبا.

- اتخاذ خطوة جادة بشأن الإطاحة ببشار الأسد.

- فتح مسجد آيا صوفيا أمام المصلين.

إنه من العبث أن يتم استنزاف الوقت والجهد والمال من أجل وهم انضمام لن يتحقق.

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس