ترك برس

رأى الإعلامي المصري البارز، منتج ومقدم البرامج في شبكة الجزيرة القطرية "أحمد منصور"، إن "فتح الله غولن" زعيم منظمة "الكيان الموازي" المصفة في قائمة الإرهاب في تركيا، ليس سوى أداة في يد الأجهزة الأمنية الأميركية والغربية وتحديدا الـ "سي آي إيه" لإقامة كيان مواز داخل الدولة التركية يمنعها من الاستقلال عن النفوذ الأميركي الغربي.

وأوضح منصور في مقال له نشرته صحيفة "الوطن" القطرية، أنه لا يمكن لمن يعرفون فتح الله غولن تلك الشخصية الغامضة التي تقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية ويتبعها ملايين الأتراك أن يدرك أن هذا الرجل الغامض لديه القدرة الذهنية أو التنظيمية أو الفكرية ليؤسس كيانا موازيا للدولة التركية يتغلغل في كل أركانها، فالرجل ليس مقنعا على الإطلاق لا من الناحية الفكرية أو الاستراتيجية.

واعتبر منصور أن هذا التنظيم الحديدي الذي تغلغل داخل كل مؤسسات الدولة التركية لاسيما الجيش والقضاء والإعلام والشرطة من قبل والتعليم ووسائل الإعلام، لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون وراءه فتح الله غولن، مشيرًا أن غولن ليس سوى واجهة شعبية مؤثرة تستخدم الدين والتصوف الذي ينتشر بين الأتراك وسيلة لتأسيس تنظيم سري حديدي تماما وفق النظام الماسوني والجمعيات السرية التي تخترق كل أركان المجتمع وتديره وتؤثر في صناعة قراراته دون أن تكون بالضرورة في واجهة الأحداث.

ولفت الإعلامي المصري إلى أن غولن وجّه أتباعه أو هكذا أُمر أن يوجههم بأن يلتحقوا بالشرطة والجيش والقضاء والإعلام في وقت مبكر من ثمانينيات القرن الماضي وأن يقيموا المؤسسات التي تؤمن لهم الأموال والتعاضد فكانت لهم مئات المدارس المنتشرة في أنحاء تركيا والصحف والمؤسسات المختلفة التي نجحت في اختراق المجتمع التركي.

وأضاف أنه "لا شك أن أردوغان استفاد في مرحلة من المراحل من هذا الكيان الموازي ولكنه حينما بدأ يدرك خطورته نهاية العشرية الأولى من هذا القرن بدأ يبني مؤسساته ونجح في بعضها مثل القوات الخاصة في الشرطة التي لعبت الدور الأساسي في إفشال الانقلاب وكذلك جهاز المخابرات الذي لعب الدور الأساسي في تصفية هذا الكيان طوال السنوات الست الماضية وكشف محاولته الانقلابية في العام 2013 وإحباطها قبل أن تأخذ مأخذا دمويا كما حدث في انقلاب الجمعة الماضي".

وشدّد منصور إلى أن النظام الموازي السري بقي متغلغلا في الإعلام والقضاء والجيش والشرطة العادية، وعلاوة علي صعوبة معرفة أعضائه بشكل دقيق علاوة على أن تركيا دولة قانون في النهاية ولا يمكن تجاوز القانون في التعامل مع مثل هؤلاء إلا في الحالات الطارئة.

فقد نجح هؤلاء، وفقا لمنصور، في تدبير المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت يوم الجمعة والتي وصلت إلى حد نجاحهم في تجنيد ضباط كبار في الجيش على مستوى قادة ثلاثة جيوش من عموم الجيش التركي، لكن في النهاية هذه فرصة أردوغان التاريخية لضرب الكيان الموازي ضربة قاصمة تنهي وجوده، وهذا ما جعل غولن يهذي في تصريحاته التي وصلت إلى حد إعلانه أن هذه المحاولة الانقلابية ليست سوى عمل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!