ترك برس

رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالله الشايجي، أنه ثمة محاولة لتحجيم تركيا التي تسعى لتشكيل محور إقليمي كبير، منبها إلى أن أنقرة ينبغي أن تتوخى الحذر الآن، فهي تحت المجهر لمراقبة سلوكها في إدارة الحياة السياسية، وهل ستلجأ إلى تطهير الخصوم مما يزيد الضغوط الخارجية عليها؟

جاء ذلك خلال مشاركته ببرنامج "في العمق" على قناة الجزيرة القطرية، الذي ناقش "تركيا ما بعد فشل الانقلاب على الصعيدين الداخلي والخارجي، وكيف ستواجه المتورطين في العملية، وكيف ستتعامل -في المقابل- مع دول أسهمت أو تواطأت مع المحاولة الانقلابية".

وقال الشايجي إن السؤال المركزي الذي سيطر عقب فشل الانقلاب هو أن دولة مركزية في المنطقة كيف يحدث فيها ما حدث بعد أن ظن الجميع أن الانقلابات أصبحت شيئا من الماضي؟، مشيرًا أن خطورة ما جرى ليس الانقلاب الذي لم تكتمل أركانه وفشل، بل في الدولة الموازية، والاختراق الأمني.

وأوضح أن ما جرى أعقب ثلاث دورات انتخابية فاز فيها حزب العدالة والتنمية منذ عام 2002، ثم انتخاب رجب طيب أردوغان رئيسا قبل ثلاث سنوات لأول مرة مباشرة من الشعب، وأصبحت تركيا لاعبا أساسيا في الإقليم، وتحتل المرتبة 17 اقتصاديا في العالم.

هذا في الداخل التركي، ولكن رد الفعل الدولي يضع علامات استفهام كبيرة، ويلفت الشايجي إلى أن أميركا لم تدن العملية حتى الآن، والاتحاد الأوروبي بقي صامتا.

وفيما يتعلق بإغلاق قاعدة انجرليك التركية، علّق الشايجي بأن إغلاق القاعدة وقطع الكهرباء عنها ورقة ضغط، خاصة مع ثبوت تورط ضباط فيها في المحاولة الانقلابية، علما بأن إنجرليك هي القاعدة الأساسية لانطلاق المقاتلات الأميركية في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.

بدوره، قال "ياسين أقطاي" نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي إن تركيا الآن في موقف دقيق، وإنها لا تستطيع اتهام أي دولة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب دون دليل، مبينًا أن من الواضح لدى تركيا وقوف الكيان الموازي بقيادة فتح الله غولن وراء عملية يمكن وصفها بالإرهابية، إذ إن قصف البرلمان بالطائرات حدث غير مسبوق.

وشبّه أقطاي الكيان الموازي بما عرف في التاريخ الإسلامي من فرق باطنية كفرقة الحشاشين التي كانت تنفذ أجندات سرية لضرب المجتمع والدولة،

وحول ما تروجه جهات غربية من اتخاذ الفشل الانقلابي ذريعة لتصفية الخصوم السياسيين، قال إن هذا الاتهام "مزعج وغير عادل" لتركيا كدولة حقوق وقانون، لافتا إلى أن ما جرى مثل فرصة للحزب الحاكم والمعارضة للاتحاد في وجه الانقلاب.

وخلص في هذه النقطة إلى أن الجميع تفهموا إجراءات الولايات المتحدة عقب 11 سبتمبر/أيلول، وفرنسا عقب هجمات باريس، مبينا أن تركيا "أنقذت من مصيبة"، وإن من ارتكبوا هذه الفعلة "مجرمون" تنتظرهم المحاكمة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!