ترك برس

انطلق أهالي ولاية "قازان" التابعة لمدينة أنقرة نحو القاعدة الجوية أكينجيلار التي انطلقت منها طائرات أف16 وقصفت بعض مؤسسات الدولة، ولخّصوا تفاصيل مشاركتهم في مقاومة محاولة الانقلاب الفاشلة لموقع الجزيرة ترك: "نحن مدنيون عُزل ولا نملك ما نقاوم به طائرات ودبابات المنقلبين، ولكننا أيقنا بأن استسلامنا لهؤلاء المتمردين الإرهابيين سيكلفنا الكثير فيما بعد، فقررنا الانطلاق بالشاحنات والجرافات لاقتحام القاعدة والحيلولة دون خروج الدبابات وانطلاق الطائرات، وقد تعرضنا لإطلاق نار، وسقط منا الجريح والقتيل".

تناول موقع الجزيرة ترك في تقرير "مقاومة أهالي قزان للانقلاب بالجرافات" مشاركة أهالي قازان في مقاومة محاولة الانقلاب. تقع قازان على مسافة بعيدة من العاصمة أنقرة حالت دون سماع سكانها قصف القوات المتمردة للبرلمان وقصر الرئاسة ومؤسسات أخرى، لكنهم علموا عبر وسائل الإعلام التقليدية والجديدة بما يجري في العاصمة ليتجهوا نحو قاعدة أكينجيلار والطريق السريع الواصلة بين المحافظة والمدينة، ليتصدوا بأجسادهم العارية وشاحناتهم وجرافاتهم لمحاولة السطو التي كانت تقوم بها مجموعة من الجيش.

استخدم أهالي قازان 4 حافلات كبيرة وعددًا من الجرافات وشاحنات العمل والحجارة الضخمة لمنع تقدم دبابات والجيش نحو المدينة.

من أهالي قازان المشاركين في مقاومة محاولة الانقلاب (الجزيرة ترك)

ومن بين الذين تصدوا لمحاولة الانقلاب الفاشلة فرحان سفان، البالغ من عمر 39 عامًا ويعمل في مجال الإعمار. قال سفان: "سمعنا بالأخبار السيئة عبر التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي، فعلى الفور بدأنا بمراسلة بعضنا البعض عبر برامج التواصل الاجتماعي، وأهبنا بأهالي لإحضار كل ما هو ضخم ومتحرك لاقتحام القاعدة وإغلاق الطرقات. وصلنا إلى القاعدة وسألنا هل الطائرات الموجودة في الجو تابعة للديمقراطية أم للمنقلبين عليها، فقالوا لنا إنها طائرات "السلام" تحلق من أجل مصلحتكم، ولم يمض على قولهم ذلك 10 دقائق حتى بدؤوا بفتح نيران أسلحتهم الكثيف اتجاهنا، فجرح منا وقتل الكثير، ولكن لم ننسحب بشكل كاملً.

من أهالي قازان المشاركين في مقاومة محاولة الانقلاب (الجزيرة ترك)

أما بكر كايا البالغ من العمر 45 عامًا ويعمل في مجال السيراميك، فقد أفاد بأنه قدم مع مجموعة من أصدقائه وجيرانه بالشاحنات والجرافات، وعند وصولهم إلى باب القاعدة الرئيسي قالوا لجنديين كانا يحرسان الباب إن هناك طائرات تقصف البرلمان، يجب عليها أن تتوقف الآن، فردوا عليهم بالقول: "نحن تحت إمرة رئيس الجمهورية"، ولم يلبث الجنود حتى شرعوا بإطلاق الرصاص من البوابة ومن الهليكوبتر، وسقط منهم القتيل والجريح، ولكنهم لم يتراجعوا، وذهبوا لإغلاق الطريق بين القاعدة والطريق الرئيسي المؤدي للعاصمة أنقرة. يقول كايا: "علمنا لاحقًا بعد انتهاء العملية الانقلابية الفاشلة، بأن رئيس هيئة الأركان كان يقبع في تلك القاعدة، لو علمنا ذلك حينئذ، لاقتحمنا القاعدة وبذلنا كافة جهودنا لإنقاذه، غير مبالين بأزيز الرصاص".

من أهالي قازان المشاركين في مقاومة محاولة الانقلاب (الجزيرة ترك)

وسجّل أوكاي يني جيري البالغ من العمر 29 عاما شهادته على مقاومة الشعب للانقلاب بقوله: "أردنا الدخول إلى القاعدة، ولكن ما إن سألنا حراس القاعدة هل هذه الطائرات تحلق من أجلنا أم أجل المنقلبين، حتى فتحوا نيران أسلحتهم نحونا. حاولنا بذل كل جهودنا لدخول القاعدة، ولكنهم منعونا من ذلك، حيث كان بأيديهم سلاح، أما نحن فلم يكن لدينا ما ندافع به عن أنفسنا، واستخدمنا أسلوب الكر والفر، مؤكّدين للحراس أننا لن ننسحب حتى نحصل على معلومات أكيدة، واستمرينا في مقاومتنا ومحاولتنا حتى انتهت ساعات الانقلاب".

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة الماضية، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ"منظمة الكيان الموازي" الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشرطين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!