ترك برس

بينما الطائرات تحلق والدبابات تسير نحو مراكز المدن، تعرضت وسائل التواصل الاجتماعي، ليلة الجمعة 15 تموز/ يوليو اعتبارًا من الساعة 22:50 لعملية تعطيل كاملة، إلا أنه وبالرغم من تلك العملية تم نشر حوالي 6 ملايين تغريدة عبر تويتر، ومع رجوع وسائل التواصل الاجتماعي إلى عملها الطبيعي بحلول الساعة الواحدة، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي كثافة في الاستخدام، إذ قُدر عدد التغريدات التي نُشرت بعد إعادة التفعيل بـ18 مليون و666 ألف تغريدة، فضلًا عن الاستخدام الكثيف لوسائل التواصل الاجتماعي السريعة مثل وتساب وفايبر وغيرهما، حيث تم إنشاء الكثير من المجموعات المتفاعلة ضد الانقلاب، واتجه الكثير من المواطنين لاستخدام الفيس بوك للنشر الحي.

يقول البعض مازحًا إن سكاي بي أو فيس تايم كان هو العصا السحرية في إحباط محاولة الانقلاب الفاشلة، وبحسب مراقبين لا يُخطئ من يدعي ذلك؛ فتحريض الجماهير وتنظيمهم ضد الانقلاب تم بفعل حركة كثيفة على وسائل التواصل الاجتماعي ومن ضمنها فيس تايم الذي شكل المحرك الأساسي الأول للجماهير.

من جانبه، أشار الصحفي شكري أوكتاي كيليج في تقريره على الجزيرة ترك "كيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في مقاومة الانقلاب؟" إلى أن تركيا عرفت مصطلح "خنق" وسائل التواصل الاجتماعي لأول مرة بتاريخ 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، على إثر الانفجار الذي حدث في مهرجان السلام بأنقرة، مضيفًا أن وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا تعرضت لعملية خنق في جميع الانفجارات الإرهابية التي حدثت باستثناء الانفجار الذي استهدف السياح في ميدان سلطان أحمد.

تعرضت وسائل التواصل الاجتماعي لعملية خنق أثناء محاولة الانقلاب أيضًا

وأكّد كيليج أن عملية خنق وسائل التواصل الاجتماعي التي شملت تويتر وفيسبوك واليوتيوب تكررت بعد بدء محاولة الانقلاب بدقائق معدودة، وذلك دون الاستناد إلى أي قرار قانوني كما جرت العادة.

ووفقًا لبرنامج "تركي بلوكس" المختص بقياس ومعرفة مشاكل وعوائق الوصول إلى شبكة الإنترنت في تركيا، فقد تعرض الإنترنت في تركيا لعملية الخنق في تمام الساعة 22:50 بالضبط.

صورة توضيحية لإغلاق وسائل التواصل الاجتماعي في الساعة الحادية عشر ليل الجمعة

وغرّد تقرير تركي بلوكس بشأن إغلاق بعض وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار تركي بلوكس إلى أن الإغلاق استمر ساعتين.

لم يمض على قراءة مذيعة قناة تي آر تي بيان الانقلاب سوى 17 دقيقة، حتى خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على قناة سي أن أن ترك عبر اتصال على برنامج فيس تايم، ليدعو كافة أطياف الشعب التركي للنزول إلى الميادين للتصدي لمحاولة الانقلاب الجارية.

وبعد مناشدة أردوغان للجماهير عبر فيس تايم، نشر على حسابه الشخصي وحساب الرئاسة على تويتر وفيسبوك مناشدات مشابهة تدعو لمقاومة الانقلاب والتصدي له حتى الموت، مما أسهم في حشد الآلاف الذين شكلوا حاجزًا بشريًا أمام آلة الانقلاب التي هُزمت في نهاية المطاف.

حساب أردوغان: "أدعو شعبنا إلى الميادين والمطارات لحماية ديمقراطيتنا وإرادتنا الشعبية"

 

حساب الرئاسة: "أدعو كل شخص للنزول للميادين والمطارات، وسأكون أنا أيضًا من بين المنتفضين"

وشهد حسابا الرئيس أردوغان تفاعلًا كثيفًا، وبدوره دعا رئيس الوزراء بن علي يلدرم الجماهير للاحتشاد عبر تويتر وفيسبوك، كما كان لقادة المعارضة دور بارز في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لدعوة الجماهير لتشكيل سد منيع أمام دبابات الانقلابيين.

حساب رئاسة الوزراء: "قائد القوات الخاصة زكائي أق ساكال: "تحاول شبكة الخيانة القيام بانقلاب عسكري، ولكنهم لن يتمكنوا من النجاح في ذلك"

 

حساب رئاسة الوزراء: "قائد الجيش الأول أوميت دوندار: "المنقلبون يشكلون مجموعة صغيرة داخل الجيش الأول، لا داعي أبدًا للقلق"

وقد استمر رئيس الوزراء في دعوة الجماهير إلى عدم ترك الميادين حتى ساعات مبكرة من صباح يوم السبت، 16 تموز.

 

حساب رئاسة الوزراء: "أرجو من جميع مواطنينا عدم ترك الميادين"

ووفقًا لكيليج، فقد تزامن مع عودة وسائل التواصل الاجتماعي انطلاق عدة أوسمة كان أبرزها وسما "لا للانقلاب" و"كل الشعب في الميادين"، كما أن ميزة الاتصال الحي للفيسبوك استُخدِمت من قبل الآلاف، الأمر الذي أسهم في تحفيز المزيد من الأتراك للخروج إلى الميادين وإعلان سخطهم على القوات الانقلابية.

لا للانقلاب #DarbeyeHayır

صور توضح الاتصال الحي في تركيا في تمام الساعة الواحدة وجوارها (الجزيرة ترك)

ووفقا لشركة "سومارا" لخدمات التحليل والبحث، والتي أورد موقع الجزيرة ترك معلوماتها، فقد بلغ عدد التغريدات ليلة الانقلاب 34 مليون و818 ألف و329 تغريدة، لتكون بذلك ارتفعت بنسبة 223% مقارنة بالأيام العادية.

وبحسب تقارير شركة سومارا، فإن تويتر شهد حركة كثيفة جدًا عقب خطاب أردوغان للشعب عبر فيس تايم والشكل أدناه يوضح ذلك.

ويُلاحظ بأن مشاركات تويتر ارتفعت بعد خطاب أردوغان عبر فيس تايم بدقائق معدودة، واستمرت على ذلك حتى الساعة الواحدة، ومن ثم شهدت انخفاضًا وعادت للارتفاع بحلول الساعة الواحدة من يوم السبت 16 تموز، وهذا يعني أن الأتراك احتشدوا عبر تويتر الساعة الواحدة وخرجوا نحو الميادين تاركين تويتر ومتجهين للعمل الميداني وعادوا ليشارك بفرحة النصر في اليوم التالي.

تؤكد المؤشرات أعلاه أن وسائل التواصل الاجتماعي بدءًا بفيس تايم ومرورًا بتويتر وختامًا بفيس بوك كانت الوسيلة الأنجح لحشد الجماهير المنتفضة إلى الميادين، ولعبت دورًا مفصليًا في عملية رد محاولة الانقلاب الفاشلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!