أحمد هاكان - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

لماذا تغلغلوا في الدولة بدلا من أن يؤسسوا حزبا؟

السؤال: لماذا اختار غولن في أسلوبه الأساسي تربية موظفين تابعين له وإدخالهم في الدولة بدلا من إقناع الناس؟

الجواب: هدف حركة فتح الله غولن هي كالتالي: "إذا سيطرنا على الدولة فنسيطر على الشعب" ولهذا السبب عوضا على أن يعمل على إقناع الشعب يسيطر على الدولة ويعمل على تشكيل أجانداته الخاصة.

السؤال: كيف يكون شكل نظام أجانداته؟ الجواب: يكون نظام ملائم لمفاهيمه الدينية.

صبر جميل، إصرار مفرط، تخفي حذر:

السؤال: حسنا، لكن ألا يوجد أناس متدينين في الحزب الحاكم، ألا يعدهم غولن من الناس المتدينين؟

الجواب: دعونا من اللف والدوران فتابعين فتح الله غولن يستحقرون كل المتدينين التي هي أفكارهم بعيدة عن أفكار الجماعة، هم لايرونهم أنهم "متدينين حقيقيين"، ويعملون على إرسال رسالة للخارج مفادها " نحن مختلفون عنهم" ويبالغون في تكبير وتضخيم هذا الأمر بشكل احتيالي.

السؤال: كيف نجحوا بالدخول إلى مفاصل الدولة ووصلوا لهذه الدرجة؟

الجواب: منذ سنين وهم يستثمروا فقط  في المجال التعليمي، فكانت إيداعاتهم  من أجل المعاهد، و لمعاشات المعلمين ومن أجل الأكاديميات ومن أجل سرقة أسئلة الإمتحانات ومن أجل الاستفادة من الطلاب الفقراء الأذكياء وفعلوا كل ذلك بالصبر والإصرار والتخفي.

السؤال: ألا يستوجب مهارة لهذا الصبر الكبير وهذا التخفي الكبير وهذا التنظيم الكبير؟

الجواب: نعم يستوجب ذلك فالتخفي مهم جدا من أجلهم وشعارهم في التخفي كالتالي: "لا تظهر لهم نفسك حتى يوم النصر".

أيضا الصبر مهم بالنسبة إليهم فهم يأخذون الصبي ويربونه ثم يزرعونه في الدولة بعد ذلك يستخدمونه لأغراضهم الخاصة وإن هذا يحتاج لصبر كبير لكن الأهم هو المهارة في التنظيم فمن أجل الوصول لهكذا هدف عليك أن تكون صاحب مهارة مدهشة في التنظيم، باختصار يوجد من أجل هذا ثلاث قواعد:

الأول: صبر جميل، الثاني: إصرار مفرط، الثالث: تخفي حذر.

لماذا لم يلاحظ أردوغان هذا الخطر من الأول؟

السؤال: لماذا لم يلاحظ حزب التنمية والعدالة خطرهم منذ البداية؟

الجواب: قبل استلام حزب العدالة والتنمية زمام الحكم كانت جماعة فتح الله غولن تتنظم بشكل سري خوفا من نقمة الكماليين عليهم وكان حزب العدالة والتنمية على علم بذلك وكان يرى في ذلك عذرا لهم، لكن بعدما استلم حزب العدالة والتنمية زمام الحكم وحل محل الكماليين، أصبح من الضروري أن تتغير المفاهيم ولهذا لم يرى حزب العدالة والتنمية حرجا في التحالف مع جماعة غولن.

في البداية كان كل شيء على ما يرام لكن بعد فترة من الزمن لاحظ حزب العدالة والتنمية أن جماعة غولن يتصرفون وكأن الكماليين على رأس الحكم، يحتالون وينتظمون خفية ويسيطرون على المؤسسات، إلى أن أحس أردوغان وقال لهم "توقفوا". وعندها بدأ الصراع معهم.

هل غولن عميل لأمريكا؟

السؤال: هل تستخدم أمريكا غولن؟

الجواب: لو سألت غولن فيقول أنه يستخدم أمريكا ولو سألت أمريكا فتقول لك أنها تستخدم غولن، هذه الأمور هكذا لا تعلم من يستخدم من.

السؤال: البارحة كانوا يلتفون حول غولن وينادوه بالأستاذ، كيف حدث هذا؟

الجواب: الرجل هيمن على القضاء وهيمن على الشرطة فالذين ينادونه بالأستاذ واقعين تحت تهديده ومع كل هذا كان هناك أشخاص لا يطبلون ولايزمرون له هؤلاء عليهم سلام.

هذه تعويذات ،هذا سحر...

السؤال: كيف صدقه  هذا الكم الهائل من الجنرالات والضباط؟

الجواب: هذا الرجل له تأثير قوي من خلال خطاباته ومن خلال بكائه ومن خلال إشعار الناس بأنهم مميزين عن غيرهم فهذا الرجل يسحر المحيطين به فالجنرال واقع تحت تأثيره منذ 40 سنة وهكذا نشأ منذ البداية.

15 تموز : يوم الضربة القاصمة بعد 40 سنة...

السؤال: ماذا يعني يوم 15 تموز بالنسبة لتنظيم غولن؟

الجواب: 40 سنة من الجهد والكفاح والتخفي كله كان من أجل يوم 15 تموز وكانت ضربتهم الأخيرة وكان هدفهم إما أن يمحوا أو أن يستلموا زمام الحكم
فهذا الهجوم الأخير كان بمثابة هجوم انتحاري والنتيجة؟ النتيجة واضحة.

السؤال: لو نجحوا بإنقلابهم ماذا كان ليحدث؟

الجواب: كانت لتحدث كارثة كبيرة كما حدث في أحداث إرغينيكون وباليوز تلك الفترة الأليمة.

لو نجحوا لكانت تحولة الجمهورية التركية إلى "جمهورية الأخوة" وغولن هو قائدها الروحي كان يريد أن يكون مثل الخميني لكن لا يمكن حدوث هذا أبدا لأن خلف الخميني كان يوجد شعب.

مقتبسات:

اختلافنا عن مصر:

كان في ميدان التحرير مؤيدون للإنقلاب أما في ساحة رابعة كان هناك معارضون ضد الإنقلاب، لكن عندنا لم يحصل هكذا شيء الحمد لله.

مزحة الانقلاب:

جائتني هذه الصورة من أحد أصدقائي "حتى بنطالنا تسلل إليه غولن".

شجاعة أردوغان:

لو أن محاولة الانقلاب هذه قد حصلت في أمريكا لقاموا بتهريبه وما كانوا سمحوا له بالحضور بين الجماهير، لكن أردوغان شارك في جنازة بين الناس في اليوم التالي مباشرة.

بكير بوزداغ:

لقبوه بالمسكين لكن في ليلة الإنقلاب وقف في البرلمان قائلا: "يجب علينا عدم ترك المكان هنا واذا لزم الأمر فلنمت جميعا " هذه الكلمات جعلت حتى الأعداء تقول له "حلال عليك".

كتابة على جدار:

انظر هنا ماكتب على هذا الجدار، انظر إلى الإبداع... "عمل الإنقلاب لا يشبه عمل أكلة المقلوبة".

"سزنته": مجلة تابعة لجماعة غولن بدأت من حوالي 30 سنة ومعنى "سزنته" هو التغلغل وكأنهم بوضعهم هكذا اسم يظهرون أهدافهم بكل صراحة.

الاستخبارات التركية لم تخبرنا: أحد المسؤلين الرفيعين في حزب العدالة والتنمية اتصل وقال: "لم تخبرنا الإستخبارات التركية بحدوث انقلاب... يعني مثل المرة السابقة تركتنا بدون خبر من جديد".

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس