ترك برس

ذكر تقرير لمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أن تسوية الأزمة في العلاقات بين تركيا ومصر التي كانت احتمالا واردا حتى فترة قريبة، صارت أمر مستبعدا في المستقبل القريب بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا التي عمقت الخلافات بين البلدين، ولاسيما بعد التأييد المصري غير المعلن لها.

وقال التقرير الذي أعدته جاليا لندنشتراوس المتخصصة في الشأن التركي، وأوفير فينتر الباحث في المعهد إن مصر انتقلت خلال ساعات من الإعلان عن الانقلاب من حالة النشوة والفرح إلى إحرج كبير، وتحول الاحتفال في وسائل الإعلام المصرية المقربة من النظام بسقوط أردوغان إلى حزن، وعلاوة على ذلك تسببت في وقف محاولات ذوبان الجليد بين البلدين.

وأشار التقرير إلى أنه كانت هناك رسائل إيجابية بين الجانبين لعدة أسابيع كان آخرها عقد اجتماع وزاري بينهما لأول مرة منذ سنوات في يوم محاولة الانقلاب على هامش اجتماع مجموعة العشرين في بكين، حيث أعلنا عن رغبتهما في تعزيز التعاون الدبلوماسي والاقتصادي، وإنهاء الأزمة بينهما.

وأضاف معدا التقرير أن الأحداث التي شهدتها تركيا خلطت الأوراق من جديد وأعادت العلاقات بين البلدين إلى الوراء، وخاصة بعد أن ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة تليفزيونية احتمال تورط السيسي في المؤامرة على حكمه، وقارن بين المحاولة الانقلابية وبين الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي.

ولفت التقرير إلى أن المصريين لم يتوافقوا مع الموقف الرسمي المصري من الانقلاب، فاصطف أنصار الإخوان المسلمين وراء الرئيس أردوغان، وقاموا بأعمال رمزية للتضامن معه، وكان ذلك احتجاجا ضمنيا ضد السيسي، كما أن كثيرا من الصحفيين الليبراليين طالبوا بتنحية المشاعر تجاه الرئيس أردوغان جانبا، واحترام رغبة الشعب التركي الرافض للانقلاب، بل إن منهم من ألمح إلى أن مصر يمكنها أن تحسد تركيا على قوة ديمقراطيتها.

وخلص التقرير إلى أن الرئيس التركي سيفضل خلال الفترة المقبلة العمل على استقرار الحكم في الداخل على المصالحة مع مصر، لكن على المدى المتوسط والبعيد من المتوقع أن تستأنف محاولات التقارب بين البلدين والتي تقودها المملكة العربية السعودية.

وحث التقرير القيادة الإسرائيلية أن تأخذ التوتر المتزايد بين القاهرة وأنقرة في الحسبان خاصة على ضوء الأهمية الكبيرة التي توليها إسرائيل لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع مصر في غزة وسيناء، في مقابل التوسع المتوقع للأنشطة التركية في قطاع غزة في أعقاب اتفاق تطبيع العلاقات مع تركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!