ترك برس

وصف معلقون إسرائيليون عملية درع الفرات التي أطلقها الجيش التركي لتحرير مدينة جرابلس السورية من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية بأنه اختبار حقيقي لزعامة أردوغان، معتبرين أن أنقرة حصلت على ضوء أخضر من موسكو لشن العملية، وأن الولايات المتحدة وروسيا غير قادرتين على منع الهجوم التركي لأنه يحظى بشرعية المشاركة في حرب داعش.

وفي صحيفة معاريف كتب نوعام أمير إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول خلال الاسابيع الأخيرة أن يعيد لنفسه القوة العسكرية وسطوة الزعامة بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشل، والعمليات الإرهابية الأخيرة، ولذلك فإن عملية جرابلس هي اختبار حقيقي لزعامته.

من جانبه أشار يوسي ميلمان محلل الشؤون الأمنية في الصحيفة نفسها إلى أن لتركيا أهدافا استراتيجية أبعد من طرد داعش من المدينة، فهي ترغب في وقف تقدم القوات الكردية التي تؤسس لقطاع على الحدود التركية يمكن أن يكون كيانا كرديا مستقلا.

وقال ميلمان إن البيان الذي أصدرته الخارجية السورية لإدانة الهجوم التركي وخرق السيادة السورية يبدو تعبيرا عن إحباط النظام السوري العاجز عن السيطرة  على بلاده، مرجحا أن العملية التركية ما كان لها أن تحدث دون موافقة صامتة، على الأقل، من جانب روسيا التي تعد الراعي والمدافع عن نظام الأسد، وأن بيان الخارجية الروسة الذي عبر عن القلق كان إجراء بروتوكوليا.

واتهم ميلمان الولايات المتحدة بأنها تخلت عن الأكراد وخانتهم مثلما فعلت ذلك في الماضي، وأنها وإن كانت تناور مثل البهلوان بين مصالحها المتضاربة مع تركيا والأكراد، فإنها اختارت تركيا في هذه المرة بقبولها للعملية التركية.

وفي الاتجاه نفسه رأى جاي إليستر إن عملية تحرير جرابلس التي تشارك فيها الولايات المتحدة لا تعني بالضرورة توقف المساعدات الأمريكية للأكراد إذا وافقوا على الانسحاب من مدينة منبج، لكن تصريحات زعماء الأكراد لا يبدو منها أنهم سيقدمون على ذلك.

واتفق إليستير في مقال بموقع والا الإخباري على أن روسيا اضطرت للتضحية بالأكراد في سبيل مصالحها مع تركيا.

وفي صحيفة هآرتس قال تسفي برئيل محلل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة إن الهجوم التركي يعرقل خطط  الولايات المتحدة وروسيا اللتين أعلنتا عن رغبتهما في بقاء سوريا موحدة، لكنهما لا ترفضان مطقل فكرة إقامة كيان كردي مستقل يعمل تحت رعايتهما.

وأضاف برئيل أن موكو وواشنطن غير قادرتين على منع الهجوم التركي، لأنه يحظى بشرعية المشاركة في الخرب على داعش، وفي الوقت نفسه فإن العملية التركية تنسف علنا استراتيجة عدم التدخل البري التي التخذتها الدول الكبرى حتى الآن.

ونوه المعلق الإسرائيلي إلى أن التحرك التركي من شأنه أن يغير هذا التصور لدى الدول الكبرى، ولاسيما في ظل تقدم الخطط لاستعادة مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية من يد تنظيم الدولة الإسلامية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!