شاري ارهان – صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير ترك برس
نجحت تركيا بقواتها الجوية والجيش الحر في تنظيف جرابلس من تنظيم داعش بحركة استراتيجية مهمة، والسؤال هنا: هل من الممكن تحويل درع الفرات هذا إلى صقر الفرات بتنظيف كافة المنطقة الجنوبية من الإرهابيين وإنشاء المنطقة العازلة؟
تواجه تركيا خصومًا كثيرين في تدخلها هذا، فبالإضافة لتنظيم داعش الإرهابي فهي تواجه قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تدعمه أمريكا منذ سنتين، الأمر الذي سيعقّد من المهمة بكل تأكيد، فبعد نجاح تركيا بطرد داعش ستواجه بلا أدنى شك قوات سوريا الديمقراطية المتواجدة في مدينة منبج وريفها، وفي حال لم تنجح ولم تصدق الوعود الأمريكية بإفراغ منبج من القوات الكردية وتسليمها لقوات الجيش الحر فإن المنطقة ستكون مهددة من جديد لتصبح تحت سيطرة داعش.
اتخذت أمريكا وحدات حماية الشعب الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا الإرهابي في لوائح أمريكا حليفا استراتيجيا من أجل محاربة داعش وتحجيم قوته، لكن مع المشروع التركي الجديد المتمثل بالجيش الحر المدعوم من تركيا؛ فان جاذبية حزب الاتحاد الديمقراطي ستنتهي. تريد تركيا أن تنشئ منطقة آمنة في الحدود الجنوبية، من أجل ذلك فهي بحاجة إلى تنظيف مدن الراعي والباب وجرابلس ومنبج من داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي، ثم ستقوم بدعم قوات الجيش الحر انطلاقا من هذه المنطقة، كما وسيتم دعمها أيضا بطائرات التحالف الدولي.
دخلت تركيا الساحة السورية بهدف حماية نفسها من إرهاب داعش والحفاظ على وحدة التراب السوري، وتريد تركيا أن تبدا مشروع المنطقة الآمنة تحت مظلة وإشراف الأمم المتحدة، الأمر الذي سيعالج كثير من المغالطات المنتشرة بين كثير من الأطراف، إذ إن إدارة هذه المنطقة الآمنة لن تكون فقط من طرف تركيا وبسيطرة الجيش الحر وحده، وإنما سيكون هنالك أيضا قوى عالمية أخرى لحفظ التوازن؛ الأمر الذي سيحل الملفات العالقة بين تركيا وروسيا، كما قد تنجح جهود الشراكة الروسية التركية في تحالف وتنسيق من أجل إيجاد حلول حقيقية للأزمة السورية، وفي ذلك فان لقاء القمة المرتقبة قمة العشرين في الصين ستشهد حوارات مهمة بين الرئيس الروسي بوتين والرئيس التركي أردوغان.
في مطلع تسعينات القرن الماضي بدأت أمريكا تدخلها في العراق بعمليات درع الصحراء، ثم أتبعت ذلك بعمليات عاصفة الصحراء التي نجحت بموجبها في إخراج العراق من الكويت. كذلك الحال مع تركيا، فدرع الفرات سينجح في طرد الإرهابيين من على الحدود الجنوبية، لكن يجب على تركيا أن تُتبع ذلك الدرع بصقر الفرات الذي سيؤسس ويثبت المنطقة الآمنة، وكذلك يجب أن تعلم تركيا بأن تدخلها ونجاحها في هذه العملية سيكون صعبا من دون تنسيق وعمل مشترك مع روسيا وأمريكا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس