محمود القاعود - خاص ترك برس

يُروي أن الرئيس الأمريكي بوش الأب عندما سألوه عن دخول صدام حسين الكويت رد قائلًا: وقع بالمصيدة! وهذه العبارة التي قالها بوش هي مضمون السياسة الأمريكية الإجرامية العدوانية لتدمير العالم الإسلامي ونهب ثرواته وتفكيكه دولة تلو الأخرى.

وإذا نظرنا إلي الموقف الأمريكي من تركيا خاصة عقب فشل الانقلاب الصليبي في 15 تموز/ يوليو 2016م، نجد أمريكا تدفع تركيا للمصيدة حتى تعاقبها علي مواقفها المشرفة من القضايا العربية والإسلامية.

بداية لا يُنكر أحد حق تركيا في محاربة الإرهاب والدفاع عن حدودها وأمنها القومي وعمقها الاستراتيجي، وفي هذا الإطار جاءت عملية "درع الفرات" التي أمنت الحدود السورية وسمحت بعودة بعض النازحين لجرابلس، لكن عندما نسمع عن اقتراح تدخل تركيا في الرّقة السورية لمحاربة داعش، فلا بد أن ندق ناقوس الخطر لعدة أسباب:

- المشكلة في سوريا توجد في دمشق وليس بأى مكان آخر... بشار الأسد هو الإرهابي الأكبر وبرحيله يرحل الإرهاب.

- للنظام النصيري الإرهابي تواجد كبير في حلب، وفي لحظة قد يسيطر علي كامل حلب مما يشكل خطرا علي أمن تركيا.

- داعش كيان أممي، يتبني دعوة عابرة للحدود والقارات، ويعتبر نفسه في حرب مقدسة، واستطاع أن يخلق حاضنة شعبية بسبب جرائم بشار الأسد والميليشيات الشيعية بالعراق، ودخولك في حرب مع هذا الكيان ستكون ذات تكلفة باهظة، أضف إلى أنه بدأ يروّج عبارات "الجيش التركي المرتد"! وهو ما يُثير حنق أتباعه، ويجعلهم يرون مشروعية ضرب أي هدف تركي، وهذه كارثة.

- محاربة أي كيان عقائدي، ليست سهلة على الإطلاق، وفي حالة داعش، يرون أن الموت أسهل طريق للجنة... أي أنه يشكرك علي أي رصاصة تطلقها ضده أو أي قنبلة تلقيها فوقه! ويعتبر خسارته لبعض الأراضي ابتلاء بسبب الذنوب، وسرعان ما سيستعيدها.. ومثل هذه الأيديولوجيا لن يهزمها حتى السلاح النووي.

- ستضع أمريكا تركيا بين مطرقة داعش وسندان بي كي كي، لتنهار السياحة ومعها الاقتصاد التركي.

إذا كيف تتعامل تركيا مع داعش؟

علي تركيا ألا تنجرف لحرب مطلقا... فأمريكا التي تقبع خلف المحيط لم تستطع أن تفعل أي شئ مع داعش علي مدار عامين منذ بدء القصف الأمريكي في 2014م فوق الرقة والموصل وباقي أماكن داعش .كما أن أمريكا تبعد عن مناطق داعش بحيث لا يستطيع استهدافها. 

نوّجه النداء للقيادة التركية الحكيمة... أن الإرهاب في سوريا يتمثل في شخص السفاح القاتل بشار الأسد، وباختفائه يزول الإرهاب بكل أشكاله... بقي بشار سيبقى الإرهاب... وسندور في حلقة مفرغة ويكون الخاسر هو تركيا وشعبها... نرجوكم... لا تستسلموا للمصيدة الأمريكية.

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس