ترك برس

رأى الكاتب في صحيفة المستقبل اللبنانية والمحلل السياسي "أسعد حيدر"، أن تركيا لاعب وازن في سوريا لا يمكن تجاهله في الحرب والسلم، فهو موجود على الأرض بقوة تتزايد وتتمدد يوما بعد يوم، لكنه غير قادر على الحسم وحده.

واعتبر حيدر، في مقال له، الحرب في سوريا، أنها "من نوع الحروب المركبة التي كل حرب فيها تخفي أكثر من واحدة، وهي تتوالد بسرعة المتغيرات وتقلبات موازين القوى. تبقى الولايات المتحدة الاميركية وروسيا، الطرفين اللذين تُبنى حولهما ومعهما التحالفات وتحديد الأوزان، في وقت، التنافس والتزاحم بينهما مستمران دون الانزلاق الى خط المواجهة الاحمر".

وأضاف حيدر: "على المقلب الاقليمي، تكاد تركيا وإيران، تتمثلان بالكبيرين الدوليين. فهما قبل سوريا وبعدها، لن تتوقفا عن التزاحم والتنافس بحكم التاريخ والجغرافيا والمصالح، لكنهما سيبقيان على مراعاتهما عدم الانزلاق ولو في لحظة غضب، الى المواجهة المباشرة".

وأوضح أن تركيا لاعب وازن في سوريا لا يمكن تجاهله في الحرب والسلم، فهو موجود على الارض بقوة تتزايد وتتمدد يوماً بعد يوم. لكن تركيا تبقى لاعباً غير قادر على الحسم وحده، وهو معلق لا يمكنه الانفصال عن تحالفه مع الولايات المتحدة الاميركية، ولا التحالف الكامل مع موسكو وفي الوقت نفسه عدم الاستعداء الكامل.

ولفت الكاتب اللبناني إلى أن تجربة إسقاط طائرة السوخوي الروسية (بسبب انتهاكها المجال الجوي التركي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015 عند الحدود مع سوريا)، أضاءت لأنقرة حدود قدراتها، وفي الوقت نفسه لموسكو عدم قدرتها على تجاهل تركيا سواء في انتشارها او انكماشها اذا اضطرت.

وتابع حيدر: "تركيا، وهي على الضفة الأخرى في سوريا مع إيران، لانها ترفض بقاء الأسد الى الابد، في حين ان إيران جعلت من بقاء الأسد خطاً أحمر اذا كسر انهارت كل استراتيجيتها القائمة على التمدد الى قلب القرار في عواصم الهلال الشيعي، وامتداداً الى باب المندب".

واعتبر الكاتب في مقاله أن "المسألة الكردية المشتركة جعلت كلا من أنقرة وطهران ضدين يخدم أحدهما الآخر، حتى لا توضع وحدة اراضيهما وامنهما القومي في مهب التغييرات المطروحة، خصوصاً في قيام اقاليم كردية على طريق دولة كردستان الكبرى".

وأشار أن الانقلاب ضد الرئيس رجب طيب اردوغان، قوّى التعاون الإيراني التركي، وأن إيران اختارت اللحظة المناسبة وقدمت دعماً مفتوحاً لأنقرة اردوغان، مبينًا أن التعاون التركي الإيراني مستمر ونامٍ، ولكن تحت السقف الاميركي - الروسي.

وأردف قائلًا: "تركيا الحليفة مع الولايات المتحدة الاميركية، لم تخسر كثيراً من الدخول الروسي الى الميدان السوري. بعكس إيران التي خسرت كثيراً، لأن الدخول الروسي سحب من كيسها مهما بلغ التعاون بينهما".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!