ترك برس

توقّع الكاتب والخبير التركي في صحيفة "أكشام"، أمين بازرجي، أن تبدأ تركيا عملية عسكرية في المستقبل القريب بمدينة الموصل شمال العراق استنادًا إلى اتفاقية مبرمة بينها وبين بريطانيا عام 1926، مشيرًا إلى أن الخطط جاهزة للقيام بذلك.

وأشار بازرجي، في مقال ترجمه موقع تركيا بوست، إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان قد أوضح مرخرًا اهتمام تركيا عن قرب بأمن الموصل، حيث أن الهيئات بدأت تأتي من الولايات المتحدة الأمريكية، وتم طرح موضوع الموصل على طاولة المباحثات.

وقال الكاتب التركي إن أهمية الموصل تأتي من وجود التركمان والروابط التاريخية التي تربطها بتركيا، مضيفًا: "وحتى لو لم يكن هذا الأمر، فإن الموصل مهمة بالنسبة لنا، لأن التنظيمات الإرهابية التي تتشكَّل هناك تقوم بتشكيل تهديد كبير علينا".

وأردف قائلًا: "هل كنتم تعلمون أنه كان للجمهورية التركية حصة من النفط القادم من هناك في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، هل كان ليأتي، بالطبع لا. ولكن هذا كان مطالبة بالحقوق بالنسبة لتركيا. فبالرجوع إلى اتفاق لوزان، فإن لنا حصة من النفط القادم من الموصل. بالإضافة إلى أنه تم الحصول على البعض من تلك الحصة نقدا على أيام عدنان مندريس".

ولفت إلى أن تركيا تعتبر ضامنا في الموصل، حيث تم التوقيع على اتفاقية بينها وبين بريطانيا تحت عنوان "اتفاق أنقرة"، في 5 حزيران من العام 1926. لأنه خلال تلك الفترة كان العراق تحت حكم بريطانيا، وتقوم هذه الاتفاقية بتوقع التالي: ضم ولاية الموصل إلى العراق، ومنح حق حماية الأشقاء في الموصل إلى الجمهورية التركية، أي بمعنى منح حق الضامن إلى تركيا.

قال أيضًا: "نحن أصحاب حق في أراضي تمتد على مساحة 90 ألف كيلومتر مربع. ويشمل ذلك أيضا كركوك التي تعتبر تابعة إلى التركمان، فبالنسبة لنا الموصل شأنها شأن قبرص، بالعودة إلى الاتفاقية، فإنه من حقنا التدخل في حال تعرض أمن أشقائنا هناك للخطر. فبالمختصر، بالرجوع إلى الاتفاق، فإنه إذا توجّب على أحد أن يأتي بحركة في الموصل فهي بالتأكيد تركيا".

وأوضح بازرجي أنه "حتى وإن لم تكن هناك هكذا اتفاقية، فإن التعديلات القضائية الحالية تسمح لتركيا بالتدخل في الموصل"، مشيرًا أن بإمكان داعش المتغلغلة في الموصل، تنفيذ نشاطات في تركيا عبرها، وأيضا بإمكان حزب العمال الكردستاني الدخول إلى تركيا وتنفيذ هجمات عبر الالتفاف حول الموصل.

وشدّد على أن المادة الواحدة والخمسين من اتفاقية الأمم المتحدة، تقوم بمنح الحق لتركيا للتدخل في منطقة الموصل. كما هو الحال مع عملية درع الفرات التي نفذناها في سوريا، وقال: "أيادينا نظيفة قانونيا. إن الاتفاقيات العامة والخاصة إلى جانبنا. إذا أردنا يمكننا البدء بالأمر".

وتابع الكاتب: "كما تعلمون، فبعد الاحتلال الأمريكي للعراق، كان هناك خطط لمنح الموصل وكركوك إلى الحكم الكردي في المنطقة. ولكن تركيا كانت قد أفشلت هذه الخطط. كنا قد حذرناهم في ذلك الوقت أننا سنتدخل إذا قاموا بهذا الشيء استنادا على اتفاقية أنقرة، لم يقوموا بالأمر ولم يكن باستطاعتهم القيام به، حيث بقت الموصل وكركوك كالجزر المستقلة داخل الحكم الكردي للمنطقة. وقامت بالارتباط بشكل خاص مع الحكومة العراقية المركزية.

وأشار إلى أن "تركيا لم تقم بالتخلي عن حقها تجاه الموصل وكركوك خلال تلك الفترة. وتشير تصريحات الرئيس أردوغان اليوم إلى أن تركيا لن تتخلى أيضا عن تلك الحقوق".

وذهب إلى أنه "بالإضافة إلى أن أشياء كثيرة قد تغيرت منذ ذلك الوقت إلى اليوم. فأصبح الحكم الكردي للمنطقة أقرب إلى تركيا اليوم. يوجد اليوم مسعود البرزاني الذي يقول لتركيا تعالي فلنعمل معا"، مبينًا أن "كل شيء أصبح واضحا للجميع، إذا كانت هناك عملية سوف يتم تنفيذها في المنطقة، فيجب على تركيا التواجد فيها، أو يجب أن تتم تحت إذن وموافقة تركيا".

كما لفت الكاتب التركي في مقاله إلى امتلاك تركيا معسكر بعشيقة في الموصل، وأن القوات التركية هناك تمكنت من القضاء على 650 - 700 مسلح من داعش من خلال عملياتها العسكرية هناك، مضيفًا: "بعبارة أخرى نحن نقوم بالفعل بعمليات هناك".

وفي ختام مقاله تسائل بازرجي: "لماذا تقوم أمريكا بإرسال هيئات إلى تركيا بشأن هذا الخصوص، هل تعلمون؟ لأنها كانت قد شاهدت أننا تحركنا جنبا إلى جنب مع الجيش السوري الحر في سوريا. ومع أخذ اتفاقية أنقرة بعين الاعتبار، هي خائفة من تحركنا جنبا إلى جنب مع البرزاني في العراق، لأن الموصل تسبح على بحر من النفط. يوجد لديها شركات هناك. فهل تترك الولايات المتحدة مصدر رزق مثل هذا؟ هذه هي مسألة الموصل! من الممكن البدء بعملية هناك قريبا. برأيي أن الخطط جاهزة لها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!