ترك برس

‏رأى الباحث السعودي في العقيدة والمذاهب الفكرية "عادل بن محمد الحوالي"، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسابق الزمن لإخفاء كل ما يثبت تورطها في زعزعة الداخل التركي والعربي خاصة كـ(مصر - السعودية - ليبيا - تونس) ولهذا تجهز عليهم سريعاً منذ فشل الانقلاب العسكري في تركيا.

جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها "الحوالي" - المهتم بالشؤون الاستراتيجية والتاريخية - عبر حسابه الشخصي في موقع تويتر، حيث أشار إلى أن "طائرات بدون طيار (درون) أمريكية تستهدف قيادات تنظيم داعش من العراق وحتى سوريا منذ فشل الانقلاب العسكري في تركيا، مبينًا أن هذه "مرحلة تستدع التوقف والتأمل".

وأوضح الحوالي أن "بعض القادة أجانب هاجروا من أوروبا إلى صفوف داعش وهم في تقديري مجندون بشكل غير مباشر يحملون معلومات استخباراتية تستوجب سرعة تصفيتهم"، مشيرًا أن السرعة التي تعاملت بها واشنطن بعد فشل الانقلاب العسكري لإخفاء دورها المركزي تعاد عبر "الدرون" لطمس طبيعة الارتباط مع بعض قيادات داعش.

ولفت إلى أن الأتراك أخذوا زمام المبادرة ودخلوا العمق السوري لتأمين حدودهم بعد فشل الانقلاب مع انسحاب سريع لداعش ومع ذلك لم تستهدف واشنطن أرتال التنظيم، ورأى أن الولايات المتحدة تجري تعديلات جوهرية على مبدأ "القيادة من الخلف" و "حروب الوكالة" لاحتواء التقدّم التركي الملفت واحتراق ورقة الانقلاب.

وشدّد الباحث السعودي على أن التلاعب الأمريكي بملف اليمن يأتي في سياق مشاغلة التحالف العربي والسعودية خاصة عما تحضّر له في العراق وسوريا مع تعثّر يسير بعد تدخل الأتراك، معتبرًا أن اللاعب الحقيقي في شأن المنطقة وسر إشعال فتيل الأزمات بها وإفشال المفاوضات هي أمريكا رأس النفاق العالمي ضمن سياسة احتواء الصراعات المحدودة.

وأردف قائلًا: "إيران- داعش- الحوثي- صالح- الحشد، أدوات مشاغلة واستنزاف إقليمية لإخفاء مشروع واشنطن لتقسيم العراق وسوريا وتركيع المنطقة لمصالحها القومية. التخفف من التبعية وتنويع مصادر السلاح كفيل بتجميد أدوات واشنطن وجيوبها العسكرية بغير ذلك لا يمكن تغيير قواعد اللعبة والتخلص من ارتداداتها".

وأشار الحوالي أنه ليس من مصلحة القوى العظمى الدخول فيما يعرف بتقسيم الجزيرة العربية ومعظم الخرائط المنشورة تأتي في سياق الحروب النفسية والضربات الاستباقية، لافتًا أن خرائط التقسيم موضوعية بالنسبة للعراق والشام لإفساح المجال أمام ما يعرف دجلاً بتوسع"مملكة إسرائيل" أما في الجزيرة فثمة المركزية الدينية.

وبيّن أن المركزية يراد لها مبدأ التوظيف وقيادة العالم الإسلامي بدين "مؤمرك" تجيزه طغمة الأزهر الوظيفية عبر خطاب إسلامي يدعي التجديد والاعتدال، موضحًا أن "حروب الغرب ليست في كفة واحدة وبلون واحد، والتنوع الثقافي وطبيعة النسيج الاجتماعي واستدعاء المؤثرات التاريخية محددّات استراتيجية للمواجهة".

وأضاف الباحث السعودي: "يتربع صراع القيم والمبادئ على رأس الأولويات الغربية في مواجهة الإرث الديني بدولة محورية كالسعودية بسبب المركزية الدينية التاريخية"، مشيرًا أن "من الفقة السياسي الشرعي، رصد سبل المجرمين والعمل على إقامة ما يضادها؛ حتى لا نخوض حروباً هامشية تستنزف المال والجهد بدون مقابل".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!