ترك برس

من المتوقع أن تبدأ عملية تحرير الموصل بعد أيام أو أسابيع قليلة بمشاركة قوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والجيش العراقي والبشمركة والمليشيات الشيعية، وعلى الرغم من رفض الحكومة المركزية العراقية إلا أن تركيا تصر على المشاركة في عملية التحرير.

وتحيط عملية التحرير عدة نقاشات حادة بين الدول الجارة للعراق والدول المشاركة في عملية التحرير، وأهم هذه النقاشات: من الذي سيدير الموصل بعد التحرير؟ وهل ستبقى البشمركة وقوات حزب العمال الكردستاني في المناطق التي تحررها؟ وهل ستتفق تركيا والولايات المتحدة على التحرك المشترك؟ وهل ستفتح تركيا أبوابها أمام التدفق الهائل المتوقع للاجئين؟

وفي محاولة للإجابة على التساؤلات المطروحة، تناول موقع الجزيرة ترك عملية تحرير الموصل في 10 أسئلة موجزة على النحو التالي:

1ـ من سيشارك في عملية التحرير؟

المؤكّد هو أن مليشيات الحشد الشعبي الشيعي وقوات الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية هي التي ستكون في مقدمة جيش التحرير ميدانيًا، أما قوات التحالف الدولية فيتوقع أن تساهم في عملية التحرير من خلال العمليات الجوية.

2ـ من الذي سيدير الموصل بعد تحريرها؟

أفادت مصادر مطلعة للجزيرة أن الحكومة المركزية اتفقت مع حكومة الإقليم على أن تخضع إدارة الموصل للحكومة المركزية.

3ـ كيف تم توصل إلى اتفاق بين حكومتي أربيل وبغداد؟

تم الاتفاق بين حكومتي أربيل وبغداد على أن تبقى البشمركة في المناطق التي استطاعت تحريرها حتى الآن، وبالمقابل تنسحب البشمركة من مركز المدينة فور دخول القوات العراقية الوطنية إلى هناك.

ومن جانبها، وافقت واشنطن على هذه الخطة، مؤكّدةً على أنها ترى من الصائب إيلاء الدور الأكبر في عملية التحرير للقوات الشعبية السنية، منعًا لظهور أي خلاف طائفي في المستقبل، وهذا ما يوافق رؤية تركيا الداعمة لتولي الجانب السني الدور الأكبر في عملية التحرير.

4ـ هل يعني ذلك انعدام مشاركة قوات الحشد الشعبي الشيعي؟

تعترض الولايات المتحدة وتركيا على لعب قوات الحشد الشعبي الشيعي دورًا كبيرًا في عملية تحرير الموصل، وترغبان في مشاركة الحشد الشيعي ولكن مع تعهده بالانسحاب المباشر من المدينة بعد إتمام عملية تحريرها.

وعلى ما يبدو فإن واشنطن أقنعت الحكومة المركزية بهذا الخصوص، مستفيدة من تجربة الأنبار، حيث رصدت وسائل الإعلام ومؤسسات حقوق الإنسان اقتراف قوات الحشد الشعبي جرائم طائفية.

وبحسب المصادر الدبلوماسية، تصر إيران على الحكومة المركزية لإشراك الحشد الشيعي بالعملية وإيلائه دورًا كبيرًا بها، وهنا تقع الحكومة المركزية ما بين مطرقة أمريكا وسندان إيران، ولكن على ما يبدو فإن المطرقة الأمريكية ستكون أكثر تأثيرًا.

5ـ هل سينضم حزب العمال الكردستاني للعملية؟

هناك موافقة أمريكية مبدئية على مشاركة حزب العمال الكردستاني في العملية، وتدعم الحكومة المركزية بل هي من تطلب من الكردستاني أن ينضوي تحت مظلة القوى المشاركة في عملية التحرير، إلا أن أمريكا ترى أنه يجب أن يظل على أطراف المدينة.

6ـ ما هو موقف تركيا من كل ما تم الاتفاق عليه؟

ترفض تركيا مشاركة حزب العمال الكردستاني في العملية رفضًا قاطعًا، معتبرةً أن مشاركته في إطار دولي يضفي عليه الشرعية القانونية التي يبحث عنها.

ترى تركيا أن حزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" حصل على شرعية شبه كاملة جراء تعاونه مع أمريكا في تحرير بعض المناطق في شمال سوريا، وهذا ما سيعود على حزب العمال الكردستاني إن شارك في عملية التحرير.

وقد عبرت تركيا عن اعتراضها الشديد على مشاركة حزب العمال الكردستاني للممثل الخاص للرئيس الأمريكي فيما يتعلق بمحاربة داعش "مكغورك" الذي أبدى بدوره استعداد للتشاور مع تركيا حول كافة التفاصيل قبل انطلاق العملية.

7ـ لماذا تشعر تركيا بالقلق حيال مشاركة الحشد الشعبي الشيعي؟

وفقًا لتقارير السي آي إيه، يقطن في مدينة الموصل ما يقارب مليون ونصف المليون "سني"، ومشاركة الحشد الشعبي الشيعي تعني المزيد من الجرائم الطائفية وتعني إقصاءًا جديدًا للمكون السني عن المشاركة في أي عملية عسكرية أو سياسية في البلاد، ولتوفير البديل تعمل تركيا على تدريب المواطنين السنة تحت مسمى "الحشد الوطني".

8ـ لماذا ظهرت أزمة بعشيقة؟

بالرغم من وجود القوات التركية في مخيم بعشيقة منذ عامين ونصف العام، إلا أن الأزمة ظهرت على السطح أثناء التغيير الروتيني الذي قامت به تركيا لجنودها في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، واعترضت بغداد على ذلك بذريعة إجراء تركيا بعض التغييرات "بدون إذن مسبق".

ويُرجع موقع الجزيرة ترك سبب الأزمة إلى اعتراض تركيا على مشاركة الحشد الشعبي الشيعي، وبالتالي اعتراض إيران على مشاركة الحشد الوطني السني.

9ـ ما هو دور القوات المُدربة في مخيم بعشيقة؟

تدرب تركيا في المخيم قوات البشمركة وبعض المواطنين السنة، وتم الاتفاق بين الحكومة التركية والعراقية والإقليم بتولي هذه القوى دور التحرير الأساسي نظرًا لمعرفتها الوثيقة بالإقليم، فضلًا عن كونهم سنة، أي أن أزمة الحرب الطائفية سيتم منعها من خلال ذلك.

10ـ ماذا سيفعل المدنيون الموجودون في الموصل حاليًا؟

يُتوقع هروب الكثير من المدنيين نحو تركيا أو المدن العراقية الداخلية أو إقليم شمال العراق. وقد أقامت إدارة الأزمات الإنسانية والهلال الأحمر التركي مخيمات مساعدة إنسانية بقدرة استيعابية تصل إلى إمكانية استقبال 23 ألف و500 شخص.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!