محمد بارلاص – صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

يؤثر ارتفاع أو انخفاض أسعار البترول على الدول بطريقة مختلفة كل حسب توافر مصادر النفط أو انعدامها، هذا الأمر ينعكس كذلك على طبيعة العلاقات التي تجمع الدول ببعضها البعض والقائمة على تحقيق المصالح وتوفير المكاسب الذاتية من هذه العلاقات الدولية.

وتتأثر "المصالح والمكاسب" لدولة عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية بالوضع العام في رقعة جغرافية واسعة، فأي تهديد يستهدف كوريا الجنوبية من قبل جارتها الشمالية أو أي تحركات خطيرة في أمريكا اللاتينية والتي تُعد بمثابة الحديقة الخلفية لأمريكا أو أي تهديد للدول الحليفة للولايات المتحدة يعتبر تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية. فعندما يكون موضع البحث بعض الدول في الشرق الأوسط وعلى رأسها إسرائيل تدخل المصالح الأمريكية ورغبة واشنطن في حماية هذه المصالح إلى المعادلة.

المصالح التركية

ليست تركيا دولة عُظمى لكن هذا لا ينفي حقيقة أن يكون لها "مصالح" تتأثر وتتعرض للتهديد نتيجة للتطورات الأخيرة في المنطقة، هذه الحقيقة التي نراها في نزوح اللاجئين وما ينتج عنه من تصدير للإرهاب إلى الداخل التركي نتيجة عدم الاستقرار والحروب في كل من العراق وسوريا.

تركيا بدورها مثل كل الدول تعمل على حماية استقرارها الداخلي ووحدة ترابها من أي تهديد وتنتظر في الوقت نفسه الدعم من الدول الحليفة والصديقة لها.

تضارب المصالح

لكن في هذه المرحلة تشهد المصالح التركية تضاربا مع مصالح الولايات المتحدة اللأمريكية الدولة الحليفة الأقرب لأنقرة. الولايات المتحدة ذات الأراضي الشاسعة خلف المحيط الأطلسي، وفي سبيل تحقيق مصالحها المتقلبة في المنطقة لا تلقي أي اعتبار لمصالح تركيا الدولة الشرق أوسطية بحكم التاريخ والجغرافيا بل تعمل واشنطن على إجبار تركيا على قبول هذه "المصالح" والعمل من أجلها، ولعل آخر التحركات الأمريكية في هذا المجال كان استخدام ومشاركة واشنطن لجماعات إرهابية تستهدف وحدة التراب التركي وتعمل على إثارة البلبلة الداخلية في تركيا في سبيل قتال داعش.

إن الولايات المتحدة الامريكية التي تسببت في ولادة داعش عبر احتلال العراق أولا ثم الخروج منها مخلفة فوضى وصراعًا داميًا تحاول الآن إصلاح الأمور وإعادة ضبط الموازين لكن عبر خطأ فادح جديد يستهدف علاقاتها مع تركيا.