محمد بارلاص - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

علينا أنْ لا نغضب من تكرار حديث رئيس حزب الشعب الجمهوري كليجدار أوغلو عن "إراقة الدماء"، بدلا من أنْ يعود بحزبه إلى حلبة السياسة ليكسب ثقة الشارع به.

اضطرابات السلوك

نلاحظ في العادة بروز هذه التصرفات لدى الأطفال تحت بند "اضطرابات السلوك"، ومثال ذلك "متلازمة العامين"، حينما يكون الطفل في الثانية من عمره، حين يبدأ بسلوكيات مضطربة للفت الانتباه والنظر، خصوصا إذا كان لا يحظى بالحُب والاهتمام والوقت الكافي من قبل الأبوين، وإذا استمر الطفل في هذه التصرفات، ستتجذر لديه، وتصبح أساسا لسلوكه عند الكبر، وستؤدي هذه السلوكيات إلى إلحاق الضرر بالآخرين فعليا وشفويا أيضا.

بعض الأساليب

يُنصح بتوجيه الأطفال سريعي الغضب، إلى الجمادات أكثر، حيث يستطيعون تفريغ ما لديهم من خلال ألعاب جماعية مثل كرة القدم وكرة السلة وغيرها، لكن هذا لا يكفي للحد من عدوانية الأطفال، وإنما يجب أيضا منع برامج التلفزيون التي تحث على العنف، وإذا كنا لا نستطيع فعليا أنْ نمنع تلك البرامج من أنْ تُعرض على التلفاز، ولم نستطع إبعاد الطفل عنها، فيجب أنْ يتابعها ويحضرها بوجود الأبوين الذَين يوجهان الطفل نحو نتائج العنف الوخيمة عليه وعلى محيطه، وعلينا أنْ نوضح للأطفال أنّ أفلام العنف هذه خيالية ولا تنطبق على واقع الحياة.

علينا مساعدتهم

كما يتوجب علينا تعزيز النضوج الاجتماعي لدى الأطفال، وذلك من خلال تحميلهم العديد من المسؤوليات ليقوموا بها وينحوا في تحقيقها، وبذلك نعزز من شعور النجاح وخدمة الآخرين لدى الأطفال.

ولذلك قد يكون كليجدار أوغلو عانى من "اضطرابات السلوك" هذه في طفولته، ولم يجد أحدا يخفف منها ويعالجها، وعليه فإننا ننصحه بالاستفادة من طرق العلاج النفسي التي ذكرتها آنفا.

نحن علينا مساعدته

من الأمور التي يجب أن نقوم بها مثلا، هو أنْ لا نجعله يشاهد لوحده خطابات فتح الله غولن ودعاءه على تركيا، وكذلك خطابات وأحاديث حزب الشعوب الديمقراطي، كما يتوجب عليه أنْ يخوض انتخابات رئاسة حزبه، ليفوز فيها مرة أخرى، كون ذلك قد ينسيه خسارات حزبه المتتالية للانتخابات المحلية والتشريعية والرئاسية على  مدار رئاسته للحزب.

علينا مساعدة كليجدار أوغلو بدلا من أنْ نغضب منه، وأنْ نذكره بأنه لن يعود إلى "إعدادات تأسيس الجمهورية" من خلال أسلوبه هذا، لأنّ استمراره بمثل هذه الأحاديث سيقلل من أهميتها ولن يلتفت إليها أحد، وحينها سيكون مضطرا لاستخدام أساليب أكثر غرابة، من أجل أنْ يلفت انتباه الشارع له، لذلك علينا أنْ نمنع وصوله إلى درجة أقل سخافة مما وصل إليه.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس