ترك برس

بعد محاولة الانقلاب في منتصف تموز/ يوليو الماضي، دعت مراكز أبحاث تركية إلى إجراء إصلاح عسكري، ومن بينها مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية "أورسام" الذي أشار إلى أن الفترة التي تلي الأزمات تشكل فرصة فريدة للخروج من الأزمة بسلام لإجراء إصلاحات تسد الثغرات التي أدت إلى حدوث الأزمة.

وبيّن أورسام أن الحالة التي تمر بها تركيا تعتبر فريدة جدًا، حيث قامت منظمة بثوب ديني بالتغلغل داخل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، ودفعت جزءًا من الجيش للقيام بمحاولة انقلابية.

وقدّم المركز اقتراحاته للإصلاحات العسكرية في تركيا في عدة نقاط أهمها:

1ـ المدارس العسكرية: يبدأ الإصلاح العسكري في تركيا من المدارس العسكرية فهي المصدر الأساسي للموارد البشرية الخاصة بجماعة غولن التي اعتمدت على المؤسسات التعليمية، ولا ريب في أن جماعة غولن وجّهت المدارس والجامعات العسكرية لصالحها، ولا بد أن يشمل الإصلاح المدارس المدنية أيضًا.

2ـ النظام الأمني: يعود نفوذ الجيش في مؤسسات الدولة إلى عهد الإمبراطورية العثمانية مرورًا بتأسيس الجمهورية التركية عام 1923، يرى أورسام أن من الضروري إصلاح النظام الأمني التركي للحد من تدخل الجيش المشهود في السياسة التركية أكثر من مرة تحت ذريعة انحراف الحكم المدني، وفي ظل وجود فرصة سانحة نابعة من الوعي الشعبي ينبغي أن تستغل الحكومة ذلك بتخفيض النفوذ العسكري للجيش من خلال تعليق عمل مجلس الأمن القومي الذي يرمز إلى النفوذ السياسي للجيشفي تركيا، ويمكنه مزاولة مهامه عبر اجتماعات الحكومة بمشاركة وزير الدفاع "المدني" دون ابعد الضباط العسكريين عن الاجتماعات المدنية لا يمكن الحديث عن إنهاء الحكم العسكري في تركيا.

3ـ تغييرات مؤسساتية ومذهبية: يرى المركز أن الجيش التركي يحمل عقيدة أنه هو الحامي الأول للدولة العلمانية، وهذا ما يدفعه للقيام بالانقلابات العسكرية كل عشرة أو خمس عشرة سنة، يقترح أورسام أن تقوم الحكومة بتغيير عقيدة الجيش بشكل جذري بحيث تغرس في ذهنه أنه حامي الحدود لا أكثر من ذلك، موضحًا أن قيادات جيوش الدول المتقدمة منفصلة كالنظام العسكري الأمريكي فللبحرية قيادة منفصلة وللقوات الجوية كذلك وهكذا، ولا بد لتركيا أن تذهب إلى هذا الإصلاح المؤسساتي لمنع أي عملية تنسيق بين وحدات الجيش.

4ـ الاستخبارات العسكرية: رأى المركز أن جهاز الاستخبارات الوطنية ليس له أي نفوذ داخل الجيش، على الرغم من ضرورة وجود نفوذ واسع له بداعي المراقبة والمتابعة، مبينًا أن تأسيس جهاز استخبارات عسكرية سري جدًا يعمل داخل أركان الجيش مهم جدًا لتقوية عمليات متابعة الجيش.

5ـ جيل التهديدات الجديدة: وفقًا للمركز، فقد تغيّرت التهديدات الموجهة للدول بعد انتهاء الحرب الباردة، حيث أصبحت هذه التهديدات تكنولوجية ومعلوماتية ومعرفية أكثر من كونها عسكرية، ويعكس استخدام عناصر جماعة غولن المتغلغلة داخل الجيش أنظمة تواصل خاصة ومحمية حجم الضعف في مواجهة هذه التهديدات الجديدة.

6ـ تحصين الجيش بتخصصات اجتماعية: سلط المركز الضوء على مشكلة وصفها بالعميقة التي تعاني منها مؤسسات الدولة التركية وكافة مؤسسات دول الشرق الأوسط وهي عدم إتاحة الفرصة لأصحاب التخصصات الاجتماعية لإدارة المؤسسات، مشيرًا إلى امتلاك الكفاءات منهم مهارات تؤهلهم لإدارة مؤسسات الدولة، وخاصة المتخصصين في العلاقات الدولية وقضايا الإرهاب والنزاعات الدولية، وقدرتهم على مواكبة التغيّرات الحاصلة في العالم والتعاطي معها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!