محمد بارلاص - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

 قال "مارتن شلوتز" رئيس البرلمان الأوروبي: " إن الدولة التركية تخطت الخطوط الحمراء باعتقالها الصحفيّين اللذين كانا يعملان في صحيفة الجمهورية المعارضة".

فجاء ردُّ "بن علي يلدرم" رئيس الوزراء التركي على تصريحات شلوتز قويا، إذ قال: " يا صديقي العزيز… إننا لا ننظر إلى الخطوط الحمراء لديك، فخطوطك لا تعنينا شيئا، الشعب هو من يحدد الخطوط الحمراء لدينا،  الشعب وحده...".

وأضاف أيضا : " ما الذي تعنيه خطوطك؟ نحن من يرسم خطوطا فوق خطوطك".

في الآونة الأخير وليس على صعيد العلاقات التركية الأوروبية فحسب، إنما على أصدة مختلفة فقد تم تجاوز الخطوط الحمراء في سياسات العالم كلها، ومثال على ذلك: قرار الاستفتاء الذي صوّت فيه الشعب البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي كان تجاوزا للخطوط الحمر، وكذلك انقلاب السيسي في مصر على مرأى ومسمع أعضاء الاتحاد الأوروبي.

كونوا صادقيين:

أو كما قال رئيس الوزراء بن علي يلديريم :

" كما أنكم تظهرون حساسية في هكذا مواضيع أظهروا حساسية لحملات الإرهاب في برلمانكم، تركيا ليست دولة تخضع بالتهديدات، وبما أنكم تظهرون هذا المقدار من الحساسية فأين الخطوط الحمراء المتعلقة بالحملات الدعائية للتنظيمات الإرهابية في برلمانكم؟ دعوا هذه الترهات وكونوا صادقين. "

يغضون طرفهم عن الانقلاب:

يغضون الطرف عن محاولة الانقلاب في 15 تموز / يوليو السافلة وأحداثها التي استهدفت تركيا، وعندما بدأت الدولة حملة التحقيقات حول أحداث محاولة الانقلاب نهضوا قائلين " لقد تم تجاوز الخطوط الحمراء" ، أما كان عليهم أن يختاورا طريقا صحيحا آخر؟

في كل فرصة يستهدف شولتز تركيا، حبّذا لو أنه استهدف لمرة واحدة الولايات المتحدة الأمريكية، وحبذا لو قال لإدارة واشنطن: " لا تحموا أفراد جماعة غولن، فأنتم بهذا تجبرون تركيا على تجاوز خطوطها الحمراء فهي مرشحة لدخول الاتحاد الأوروبي وهي عضو في حلف الناتوالشمال الأطلسي "الناتو""

ألم يكن من الأفضل له قول هذه الكلمات؟

باختصار يبدو أننا تعجلنا باختيار حلفائنا.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس