راغب سويلو - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

ستقرؤون كثيرا من التحليلات حول السبب الذي جعلت ترامب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، لكن معظم هذه التحليلات سيخفق في التعرف على حقيقة أن الجماهير الساخطة كانت السبب وأن وسائل الإعلام قد خذلتها. من ناحية أخرى أود أن أركز على تحركات ترامب السياسة الخارجية المحتملة التي يمكن أن تؤثر على العلاقات التركية الأمريكية.

على أنه يجب عليّ أن أقول في البداية إن حزب الشاي كان علامة مبكرة على التمرد داخل الحزب الجمهوري ضد المؤسسة، وأن برنامج الحزب السياسي قد وضع الأساس لحملة ترامب. كانت تلك فعالية سياسية محافظة هزت الأرض عن المشاكل الاقتصادية اليومية والعجز المالي للبلاد. فاز ترامب لأنه قرأ المجتمع أفضل من منافسيه، لكن كيف صار رجل الشعب؟ فهذا سؤال آخر يجب أن يتناوله الأكاديميون الأمريكان.

يبدو أيضا أن ترامب لديه أفكار جديدة على صعيد السياسة الخارجية. في الأسبوع الماضي أتيحت لي فرصة الحديث مع مستشار ترامب للشؤون الخارجية "وليد فارس" خلال مؤتمر المجلس الأمريكي التركي. كان فارس قبل انضمامه إلى حملة ترامب يعمل محاضرا ومديرا لمركز أبحاث جامعة بهتشه شهير في إسطنبول، وربما كان الشخص الأكثر دراية بتركيا في حملة ترامب.

يعرف وليد فارس في المقام الأول من هو فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الذي حاول أتباعه عدة مرات الإطاحة بالحكومة التركية، وكان آخرها محاولة الانقلاب الساقط في الخامس عشر من يوليو/ تموز. قال فارس" إن نشاط غولن معروف جيدا، وقد اتسع على مدى سنوات طويلة".

وأضاف أن ترامب كان داعما للشعب التركي وضد الانقلاب العسكري غير الشرعي، وقال في معرض رده عن سؤال حول قضية تسليم غولن: " إن رد فعل ترامب على محاولة الانقلاب يكشف عن موقفه". يعتقد ترامب، وفقا لفارس، أن هذه المسألة ستستغرق وقتا وعملا طويلا، ولا يتوقع أن تنتهي حتى شهر فبراير/ شباط. من الواضح أن ترامب لم يبدأ العمل بعد في تفاصيل العلاقات التركية الأمريكية وقضية غولن، ولكن من المؤكد أنه سيزود بمعلومات سرية حول هذه القضايا، وسيكون بمقدوره إرسال بعض الإشارات التي ستكون حاسمة بالنسبة إلى تركيا.

تعرضت حملة هيلاري كلينتون لمزاعم حول علاقتها بفتح الله غولن غلى مدى العامين الماضيين.

تبرع رجب أوزكان رئيس مركز الثقافة التركية المرتبط بغولن في نيويورك بمبلغ يتراوح بين نصف الميلون دولار إلى مليون دولار لمؤسسة كلينتون وفقا للمؤسسة نفسها، وذكرت صحيفة ديلي كولر أن أوزكان شارك أيضا في لجنة العمل السياسي لجمع الترعات المالية لصالح كلينتون في عام 2014 .

وأضاف فارس:" شعرنا في حملة ترامب بقلق بالغ على مؤسسة كلينتون، فقضية تبرعات غولن كانت صادمة إلى حد يجعلها قضية شديدة الخطورة، وسوف تحقق إدارة ترامب فيها بجدية شديدة، بحيث تكون من بين الملفات الأولى التي ترفعها الإدارة إلى ترامب".

موضوع آخر تحدث عنه فارس هو وحدات حماية الشعب الكردية، وهي جماعة تعمل على الجبهة السورية لصالح حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية. ظلت إدارة أوباما تعمل مع  وحدات حماية الشعب ضد داعش متجاهلة المخاوف التركية من التطهير العرقي في شمال سوريا، كما تستاء تركيا من تزويد وحدات حماية الشعب بالأسلحة الثقيلة، ومن السماح لها بالسيطرة على رقعة من الأراضي.

يقول فارس: سيعاد النظر في الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب إذا ثبت وجود ارتباط عملي بينها وبين حزب العمال الكردستاني، كما يعتقد أن فكرة ترامب لإقامة منطقة آمنة أو منطقة حظر طيران جوي سوريا لا يمكن أن تتحقق إلا بدعم الحلفاء التقليديين مثل تركيا وليس وحدات حماية الشعب.

على أن أهداف السياسة الخارجية لترامب أو خططه لا تزال غير واضحة، وسوف نرى قريبا كيف ستطرح بعض هذه التصريحات على الساحة. لكن ترامب لديه تحد آخر: ألا يصير جزءا من مؤسسة واشنطن السياسية الفاسدة. 

 

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس