راغب سويلو - صحيفة الصباح - ترجمة وتحرير ترك برس

يخطط الآن أتباع غولن- وهم أعضاء في مجموعة راديكالية سرية تعاونت مع الديمقراطيين في الولايات المتحدة لسنوات بعد أنشطة ضغط عميقة- للتأثير على فريق ترامب.

شعر أتباع رجل الدين الراديكالي غولن المقيم في بنسلفانيا بالاستياء الشديد على تويتر عندما علموا بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وكان يأسهم مفهومًا لعدة أسباب: بالنظر إلى الجهود الغولينية في إقامة علاقة وثيقة مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على مدى السنوات الثماني الماضية، واستثماراتهم بملايين الدولارات في مؤسسة كلينتون، ومبادرة كلينتون العالمية، ورابطة المحامين الأمريكيين المتعاقدين مع كلينتون. كما لم يفكروا أبدًا في إمكانية انتصار دونالد ترامب، ولكن كان الواقع لتصوراتهم. أتباع غولن مهنيين حقيقيين عندما يتعلق الأمر بالضغط والعلاقات العامة بفضل خبرتهم الطويلة في الحكومة التركية في هذا المجال بالتحديد.

أولًا، أعاد منتدى الرومي التابع لغولن في واشنطن والتحالف الأمريكي التركي هيكلة عملياتهما جزئيًا بسبب مخاوف مالية وجزئيًا من أجل استيعاب استراتيجيتهما الجديدة في واشنطن. ويُرجح أن مواجهة أتباع غولن مشاكل في العثور على مجموعة ضغط مرتبطة بالحزب الجمهوري في الخريف الماضي، دفعتهم لإنشاء جبهة الضغط الجديدة "مجموعة واشنطن الاستراتيجية".

ومنذ ذلك الحين، تمتد أولوية غولن الجديدة في واشنطن إلى الدوائر الجمهورية والمحافظة. كان مشروعهم الأول تحويل موقع الأخبار "ديلي كولر" المحافظ المعارض لغولن- الذي يطلع عليه موظفو الكونغرس على نطاق واسع- إلى موقع أخبار متعاطف مع غولن. اعتاد موقع "ديلي كولر" على تسمية أتباع غولن بـ "حركة إسلامية تركية سرية"، وغولن "رجل دين تركي غامض" حتى الخريف الماضي. أما الآن يبدو أن الصحفيين في صحيفة "ديلي كولر" قد قرروا معاملة أتباع غولن كجماعة معارضة ضحية. أصبح الصحفيون الغولينيون والمعلقون المؤيدون لغولن محترفين في القصص ذات الصلة بتركيا والتي تلمع وتضيء عن كثب مصالح وأجندة منظمة غولن في الولايات المتحدة.

بعد ذلك، دعم أتباع غولن ماليًا تقارير خاصةً في صحيفة واشنطن تايمز المحافظة ضد الحكومة التركية، من خلال مجموعة غامضة تسمى "أصدقاء جمهورية تركيا". وركزت المقالات على ادعاءات غير مُثبَتَة ضد الحكومة التركية في مساعدة جماعات إرهابية مثل تنظيم داعش والقاعدة. كما نشر أحمد يايلا- رئيس الشرطة السابق والهارب، وهو آخر غولني- مقالًا في قناة إخبارية وطنية محافظة تدفع باتجاه نظريات مؤامرة مماثلة.

تضمنت خطتهم بُعدًا آخر، حيث يحاول إمرة سيليك من منتدى الرومي الاتصال بخبراء في مراكز الفكر المحافظة، مقترحًا على الناس ترتيب اجتماعات مع الصحفيين المرتبطين مع غولن. كما رتبوا بعض الاجتماعات المغلقة لتسويق غولن في قيادة المؤسسات المحافظة.

وأخيرًا، علمنا هذا الأسبوع أن مجموعة واشنطن الاستراتيجية- جبهة ضغط غولن الجديدة، ما تزال تحتفظ بـ "علاقات واتصالات غوثام الحكومية"، وهي شركة ضغط في نيويورك ساعدت في تنظيم حملة الرئيس دونالد ترامب. وقال براد غيرستمان- وهو شريك غوثام- لـ "بوليتيكو" إن جزءا من سبب اختيار أتباع غولن لهم كان قربهم من البيت الأبيض. وقال التقرير الرسمي للضغط أنه تم تعيين غوثام "للضغط لصالح حركة غولن الأميركية-التركية للمسؤولين المنتخبين". والغريب نوعا ما، قال غيرستمان لبوليتيكو أن المجموعة اختارتهم للإفراج عن أتباع غولن في المملكة العربية السعودية.

المسألة الحقيقية الناشئة عن هذه الأنشطة هو التمويل. حيث دفعت مجموعة واشنطن الاستراتيجية لغوثام مبلغا 50 ألف دولار، وستدفع 20 ألف دولارًا شهريًا. وقد أنفقت المجموعة 80 ألف دولارًا خلال الأشهر الستة الماضية لأنشطتها في مجال الضغط على كابيتول هيل. وكشفت مجموعة "إستوبينان"- وهي متعاقد آخر مع مجموعة واشنطن الاستراتيجية- أنها دفعت 20 ألف دولارًا من أجل ضغطها الغولني في الربع الأول. في المجموع، أنفقت مجموعة واشنطن الاستراتيجية 150 ألف دولارًا خلال الأشهر الستة الماضية لجهودها في ممارسة الضغط السياسي.

إذن من أين يأتي المال؟ بالنسبة لمجموعة المعارضة "الضحية"، لدى أتباع غولن الكثير من المال لإنفاقه على المنظمات غير الربحية والشركات التي تمارس ضغطًا وأنشطة العلاقات العامة. ويتصور بعض الناس أن الأموال التي تديرها مجموعة غولن والتي تم نقلها إلى أوروبا، من خلال أنشطة مزعومة لغسيل الأموال قبل وبعد الانقلاب في تركيا، ولكن لا يوجد دليل يؤكد هذا الادعاء.

ما هو مؤكد هو أن أتباع غولن يحاولون التأثير على المسؤولين في فريق ترامب لمستقبلهم. وسيُظهر المستقبل القريب ما إذا سينجحون أو سيفشلون.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس