كورتولوش تاييز - خبر ترك - ترجمة وتحرير ترك برس

لم تكن الحملة الانتخابية لحزب الشعوب الديمقراطي، والتي تم إنشاؤها بناء على عداوة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، بالحملة الصائبة، فهذا الأمر جعل الناخب يشعر بالقلق والخوف والشك حول أهداف الحزب ممثل الأكراد.

الخطابات الحادة التي يقوم بها رئيس الحزب، صلاح الدين دمرطاش، رآها وفهمها الناخب على أنها تحمل في طياتها عُنصر تهديد للاستقرار السياسي والاقتصادي، فلم يستطع حزب الشعوب الديمقراطي حتى الآن إقناع الناخب التركي على وجه الخصوص، أنه حزب يريد الاستقرار والرفاهية والسلام، فخطابات دمرطاش لا توحي سوى بالتوتر والتصارع والفوضى والقلق.

حزب الشعوب الديمقراطي هو بأمسّ الحاجة للحديث عن السلام والتفاوض وإنشاء أجواء من الثقة والطمأنينة حتى لا يفقد شرعيته السياسية، فلو أنّ حزب العدالة والتنمية لم يولي هذه الأمور الاهتمام الكافي منذ عامين، لما وجدنا دمرطاش يقود حراكا سياسيا، ولما فتحت تركيا أبوابها لحزب الشعوب الديمقراطي.

وما لا نستطيع فهمه، هو كيف لحزب كسب شرعيته بناء على مفاهيم السلام والمحبة والاستقرار، أنْ يعمل على تدمير هذه الأمور أثناء خطاباته وحملاته الانتخابية، فالحزب الذي يسعى لتجاوز نسبة الحسم البالغة 10%، وبنفس الوقت يعمل على زيادة التوتر والقلق وتهديد الاستقرار، سيبقى بعيدا عن تحقيق هدفه وغايته.

الخطابات الهجومية التي يقوم بها حزب الشعوب الديمقراطي في مهرجاناته الانتخابية لن تقوده إلى تجاوز نسبة الحسم، فهذه الخطابات أرعبت الناخبين بما فيه الكفاية. وأسلوب دمرطاش بعيد كل البعد عن صفة زعيم لحزب سياسي، فهو يستخدم التعاون مع جماعة غولن، وبدأ باستخدام لغة عدائية لحزب العدالة والتنمية ولاردوغان منذ محاولة الانقلاب التي جرت ما بين 17-25 ديسمبر، فدمرطاش يستخدم كلمات "اللص"، "الكاذب" وغيرها من الأمور التي أطلقتها جماعة غولن واصفة بها أردوغان.

لا يمكن لحزب الشعوب الديمقراطي تجاوز نسبة الحسم، من خلال إطلاق شعارات وكلمات جماعة غولن ضد العدالة والتنمية واردوغان، فهذا الأسلوب استخدمه حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية في انتخابات 30 مارس/آذار المحلية، وثبت فشلها فشلا ذريعا، ولهذا نتساءل كيف لحزب الشعوب الديمقراطي أنْ يستخدم نفس الأسلوب الذي ثبت فشله ضد اردوغان وضد العدالة والتنمية؟

يرى الناخب الهجوم الذي يتم على اردوغان وحزب العدالة والتنمية، والاتهامات الباطلة، على أنّها عُنصر تهديد حقيقي للاستقرار والسلام، فكيف للمجتمع أنْ يكافئ حزبا يريد الفوضى بدل الاستقرار، والتصارع بدل السلام؟

لنفترض أنّ بعض الناس يريدون ذلك، لكن كيف للناخب أنْ يفضل حزب الشعوب الديمقراطي الذي يُعتبر نسخة طبق الأصل عن حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية؟ هل لكي يقود الدولة إلى حالة فوضى أكبر وأضخم؟

الحملة الانتخابية التي يقودها صلاح الدين دمرطاش، تصيب الناخبين في شرق وغرب البلاد بالتوتر والقلق، وأنا اعتقد أنّ أهم عامل سيحول دون تجاوز حزب الشعوب الديمقراطي لنسبة الحسم، هو هذا الخطاب الهجومي، فلا يمكن لهم أنْ يصلوا إلى قلوب الناخبين من خلال الرسائل المليئة بالعنف والتهديد، ولهذا نتساءل عن الهدف الحقيقي الذي يسعى إليه دمرطاش الذي يقوم بكل شيء يعيق تجاوز حزبه لنسبة الحسم، هل فعلا يسعون لتجاوزها؟

ما يقوم به صلاح الدين دمرطاش، يوحي بأنه يُحضّر إلى صراع بين الدولة وحزبه، أكثر من سعيه لتجاوز نسبة الحسم، فهو يخطط إلى جرّ حزب العدالة والتنمية إلى الصراع والنزاع بعد انتخابات 7 حزيران، وهذا ما يقوم به دمرطاش وجبل قنديل وحزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطي، فقد لا تسير الأمور كما يجب أنْ تكون بعد انتخابات 7 حزيران، لكن تركيا ستعرف كيف تتجاوز خطر الفوضى وفخ النزاعات الداخلية.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس