أمبيرين زمان - المونيتور - ترجمة وتحرير ترك برس

في بادئ الأمر قيل عن سبب التدخل التركي في سوريا إنه لتطهير الحدود التركية من تنظيم داعش، وبعد ذلك قيل إنه لطرد ميليشيا الأكراد السوريين وحدات حماية الشعب الكردي، أما اليوم فقد جاء تفسير جديد لسبب دخول القوات التركية إلى شمال سوريا للعمل مع مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض، إذ قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في المؤتمر السنوي لرابطة برلمانيون من أجل القدس الذي يعقد في إسطنبول "لماذا دخلنا سوريا؟ دخلنا لإنهاء حكم الطاغية بشار الأسد وليس لأي سبب آخر".

تشير تصريحات أردوغان التي تأتي في وقت تستعد فيه قوات النظام السوري لاستعادة السيطرة على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب، إلى أن تركيا لن ترفع الدعم عن وكلائها من المعارضة السورية في أي وقت قريب. إذا أخذ كلام أردوغان على ظاهره، فإنه يشير إلى تدخل عسكري أعمق في سوريا، وتوجيه القوات التركية ضد داعش ووحدات حماية الشعب والنظام في وقت واحد.

هذا التحول من شأنه أن يترك تركيا على خلاف مع قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة التي تعد وحدات حماية الشعب أفضل حلفائها، وعلى خلاف مع روسيا التي تريد أن توقف تركيا دعمها للجيش السوري الحر. ومن شأن هذا التحول أيضا أن يرفع لا محالة شبح مزيد من الجثث العائدة إلى تركيا، ويضاف إلى هذا كله أن تصريح أردوغان يكذب التكهنات التي ثارت أخيرا بأن تركيا تخلت عن حملتها المستمرة منذ مدة طويلة للإطاحة بالأسد، وأنها أرسلت لجس نبض دمشق بشأن قتال القوات الكردية فقط.

نجحت القوات التركية منذ دخولها جرابلس في أغسطس/ آب في تطهير الحدود من داعش، وواصلت توجهها جنوبا واستولت على مدينة دابق معقل داعش في أواخر الشهر الماضي، لكنها رغم ذلك تكافح دون نجاح كبير مع حلفائها من المعارضة السورية المسلحة لإبعاد وحدات الحماية الشعبية من المناطق المحيطة بمدينة الباب معقل داعش التي تشهد تنافسا شديدا للاستيلاء عليها. تعتقد أنقرة على ما يبدو أنها حصلت على تأييد روسيا لتلك الخطة، لكن قتل أربعة جنود أتراك على الأقل قرب مدينة الباب في الرابع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني فيما وصفته هيئة الأركان التركية في البداية بأنه غارة للطائرات الحربية السورية، جعل هذه الفكرة مستبعدة وسط تكهنات بأن روسيا وقفت وراء هذه الغارة.

أعلن نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، في ال28 من نوفمبر/ تشرين الثاني، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكد لتركيا أن طائراته لم تنفذ الهجوم. سيسافر رئيس الوزراء، بن علي يلدريم إلى موسكو في الخامس من ديسمبر/كانون الأول للقاء نظيره الروسي، ديمتري ميدفيديف، والرئيس بوتين، ومن المؤكد أن سوريا ستكون موضوعا للمناقشة.

وفي غضون ذلك قال مسؤولون أتراك للمونيتور بشرط عدم الكشف عن هويتهم في الثامن والعشرين من نوفمبر إنهم توصلوا إلى أن نظام الأسد ليس مسؤولا عن قتل الجنود الأتراك أيضا، وهذا يشير بالتالي إلى داعش التي ادعت في الواقع مسؤوليتها عن الهجوم. وادعت داعش أيضا في خبر مثير للقلق في التاسع والعشرين من نوفمبر أنها أسرت جنديين تركيين في بلدة دانا غربي الباب.

يعتقد مسؤولون في قوات التحالف الغربي أن من الراجح أن انتحاريا من داعش هو من نفذ هجوم ال24 من نوفمبر، لكن الأمور وصلت إلى منحنى خطير مع تقارير غير مؤكدة من مصادر في شمال سوريا تقول إن طائرة إيرانية دون طيار رصدت في سماء مدينة الباب عندما وقع الهجوم. وتملك إيران طائرات مسلحة بدون طيار، وهناك لقطات لهذه الطائرات يزعم أنها تقصف المعارضة السورية المسلحة.

يقع الخصمان التاريخيان تركيا وإيران على طرفي النقيض في الصراع السوري، لكنها بذلا جهودا كبيرة لتحاشي وقوع مواجهة مباشرة. في السادس والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني دعا الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى مزيد من التعاون بشأن سوريا خلال زيارة وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو.

ومع ذلك يقول أحد قادة وحدات حماية الشعب الذي اتصلت به المونيتور هاتفيا إن احتمال أن تكون الطائرة الإيرانية قد ألقت، عن عمد أو غير عمد، ذخائر قاتلة على القوات التركية، لا يمكن التعامل معه على أنه ضرب من الخيال.

عن الكاتب

أمبيرين زمان

صحفية وكاتبة في صحيفة ديلي تليغراف لوس انجلوس تايمز


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس