بكر هازار - تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس

تطورات غريبة تحدث، شركة "إكسون موبيل" ذات رأس مال قدره 500 مليار دولار، وهي إحدى شركات النفط الفاعلة في شمال العراق، ولديها أنشطة تجارية في 21 دولة، وتملك احتياطي نفط قدره 72 مليار برميل في الأراضي التي تعمل فيها، وكان يوم أمس سعر برميل النفط 56 دولارا، ولذلك احسبوا لوحدكم ثروة الشركة.

أصبحتم الآن تعرفون "مايكل فلين"، أليس كذلك؟ الجنرال الذي قال "غولن مثل أسامة بن لادن"، وهو جنرال شارك في العديد من العمليات في شمال العراق، ومقرب من برزاني، واجتمع مع الأخير قبل أشهر، وقال له: "انس موضوع الحكومة المركزية العراقية، الأهم هو أنْ لا يحدث بينكم وبين تركيا مشاكل، هذا كافٍ بالنسبة لنا". ويعني بذلك أن لا يعير برزاني الحكومة العراقية أهمية، الحكومة العراقية التي يقودها المواطن الإنجليزي العبادي، وفيها 18 وزير يحملون الجنسية الإنجليزية.

وقد ساهم "فلين" مؤخرا في توقيع برزاني لاتفاق تصدير النفط إلى الخارج، وذلك عن طريق خط أنبوب كركوك-جيهان"، بالإضافة للتوقيع على مشروعين لخطوط أنابيب تمر عبر تركيا. وكل هذه الاتفاقيات كان "فلين" يقوم بها باسم "إكسون موبيل"، لأنّ هذه المهمة وكله بها المدير التنفيذي للشركة "ريكس تيلرسون"، الذي كشف عن أنّ هذا المشروع سيتم العمل به قريبا. فهل من الممكن أنْ يصبح "فلين" مستشارا للأمن القومي بالنسبة لترمب؟ اذا كان "ريكس تيلرسون" سيكون وزيرا للخارجية في أمريكا، فإنّ ذلك ممكن طبعا.

نحن اليوم نتناقش حول عملية اغتيال السفير الروسي، بينما يتحدثون في أمريكا عن احتمالية أنْ يكون "ريكس تيلرسون" المدير التنفيذي لشركة "إكسون موبيل"، أنْ يصبح وزيرا للخارجية، لأنّ "تيلرسون" يُعتبر في روسيا بطلا شعبيا، حيث وقعت روسيا العديد من الاتفاقيات مع "اكسون موبيل" في مجال الطاقة. وتحدث عن ذلك اللوبي اليهودي والمفكرين الإنجليز بأنّ "بوتين قام بتكريم ريكس تيلرسون بمدالية نظير تعاونه"، واليوم جاء ترامب ليجعله وزيرا للخارجية.

نعم، نحن اليوم أمام وزير خارجية أمريكي قام بوتين بتكريمه بوسام "خدمة الدولة الروسية". تطورات غريبة تحدث في العالم! وهنا نشاهد المحافظين الجدد واللوبي وهم يتحدثون عن أمر واحد "كيف يمكن أن~ نصلح علاقاتنا مع ترامب"، يجلسون ويتناقشون وهم متذمرون، ويعتقدون بأنّ ترامب سيتفق مع زعماء "أقوياء" مثل بوتين وأردوغان.

بوتين وأردوغان الآن في سدة الحُكم، وبإمكانهم البقاء كزعيمين لروسيا وتركيا حتى عام 2024، وهذه مدة كافية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وإعادة رسم خرائطه. ولا شك أنّ الإنجليز كلما رأوا تقاربا تركيا روسيا دخلوا على الخط وأطلقوا شرارة حرب وفتنة بينهما، واليوم شاهدنا كيف أنّ شرطيا تركيّا خرج وصرخ وكأنه يقول "أنا من جماعة غولن"، وقتل السفير الروسي، فماذا علينا أن نفعل؟

تعود الأمور مجددا إلى أمريكا، ونحن كشعب سننظر إلى روسيا كصديق أوفى من أمريكا، لكن جماعة فتح الله غولن، ستكون بيد الإنجليز وكندا، وحيثما هربوا في أستراليا وجنوب افريقيا، حيث يرسلون مليارات الدولارات الآن إلى تلك الدول، فهل يسعى الإنجليز الآن بعد وصول ترامب، إلى زرع بذور فتنة وحرب لتضرب العلاقات التركية الأمريكية؟ أنتم تعلمون أنّ الإنجليز لا يحاربون، فقط يشعلون الحرب.

تذكروا عندما اعتذر رئيس الوزراء الإنجليزي وقال: "الاستخبارات الإنجليزية هي التي تحدثت عن موضوع الأسلحة الكيميائية في العراق والتي كانت كاذبة"، ألم تتسبب هذه المعلومات بحرب تقودها أمريكا؟

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس