ترك برس

رأى المحلل العسكري والإستراتيجي، عبد الناصر العايدأن، أن هناك محاولات إيرانية للتشويش على حالة التفاهم الروسي التركي، وربما الأميركي لاحق، بالنسبة للملف السوري.

جاء ذلك خلال حديث مع "الجزيرة نت" حول مستجدات عملية "درع الفرات" في مدينة الباب شمالي سوريا، بالتزامن مع التقدم السريع الذي حققته قوات النظام السوري جنوب المدينة وجنوب غربها.

ومع التعقيد في المشهد الميداني حول الباب والتغيرات الإقليمية والدولية المتعلقة بسوريا والتي تتأثر وتؤثر بسير معارك السيطرة على الباب، وحول احتمالات تجدد الصدام المسلح بين قوات النظام والجيش السوري الحر التابع للمعارضة المسلحة؛ يقول العايد: "ستكون هناك خطوط فصل بين قوات النظام والمعارضة السورية المسلحة بإشراف روسي، وسيبقى هذا ما دام التفاهم التركي الروسي ساريا، إذ لا مصلحة لروسيا أو تركيا في حدوث صدام جديد أو في التصعيد".

وعن سبب تقدم قوات النظام السريع والمفاجئ، قال العايد "إن قوات النظام استغلت ضعف تنظيم الدولة بسبب الهجوم التركي، وقامت بالتقدم بحيث لا يترك الأمر كله لتركيا في هذه المنطقة".

بدوره، قال القائد العسكري في الجيش السوري الحر محمد عليطو، إن معارك السيطرة على مدينة الباب بدأت فعليا بعد إتمام السيطرة على كامل المناطق شمال المدينة والالتفاف حولها من جهتي الغرب والشرق.

وأوضح – بحسب الجزيرة نت – أن "عملية السيطرة على كامل مدينة الباب بدأت في 8 فبراير/شباط الجاري".

وعن تقدم قوات النظام إلى محيط المدينة، قال عليطو إن "النظام السوري لا يختلف عن تنظيم الدولة الإسلامية، وهو بالنسبة لنا عدو، ومواجهته أمر قائم ومتوقع".

وسيطر الجيش السوري الحر المدعوم بشكل مباشر من الجيش التركي على مواقع حيوية في مدينة الباب، أبرز معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشرقي.

ومع هذا التقدم يصبح الجيش الحر هو الأوفر حظا في السيطرة على كامل المدينة التي شكلت الهدف الإستراتيجي الأهم لمعارك طويلة ومتعددة الأطراف للسيطرة عليها.

وأعلن الحليفان الجيش السوري الحر وتركيا مدينة الباب الهدف الإستراتيجي الأهم لعملية درع الفرات التي انطلقت في أغسطس/آب الماضي، وحققت العملية مكاسب ميدانية كبيرة إذ انتزعت من التنظيم الشريط الحدودي مع تركيا الممتد مئة كيلومتر بين مدينتي جرابلس وإعزاز بعمق 15 كلم، وهو ما يرسم عمليا حدود المنطقة الآمنة التي طالما طالبت بها تركيا، ولا تكتمل إلا ببسط السيطرة على مدينة الباب، لتغدو المدينة البوابة الجنوبية للمنطقة الآمنة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!