ياسر النجار - خاص ترك برس

بدأت عملية درع الفرات لإنشاء منطقة آمنة على الحدود التركية السورية وجدت فيها تركيا حاجة من أجل تأمين حدودها الجنوبية التي بدأت تعاني من اختراقات وتسللات أدت إلى عمليات تفجير إرهابية على امتداد الاراضي التركية، وكانت عملية درع الفرات قد ساهمت في الحد من تزايد النفوذ للقوى الإرهابية المتمثلة بحزب PYD الذي بدأ يصرح عن مشروع انفصالي على طول الحدود الجنوبية التركية وبدعم من الإدارة الأمريكية في عهد أوباما.

أظهرت مجموعات من فصائل الجيش الحر حرصها على إخراج ما يعرف بقوات تنظيم الدولة "داعش" من الريف الشمالي لمحافظة حلب، وهو مشروع انطلق من محافظة إدلب واستمر عبر الريف الغربي لحلب ولكنه تعثر في الريف الشمالي لها الذي كان عبارة عن جبهة مفتوحة مع قوات تنظيم الدولة انطلاقا من مدينة إعزاز وصولا إلى منطقة الراعي على طول الحدود السورية التركية.

وبعد الإعلان عن معركة درع الفرات انضمت الكثير من الفصائل وبالتعاون مع الجيش التركي وتأسست غرفة عمليات مشتركة هدفها السيطرة على مواقع كانت تحت نفوذ قوات  تنظيم الدولة "داعش" انطلاقا من مدينة جرابلس الواقعة غرب نهر الفرات وهي الزاوية الشمالية الشرقية للمنطقة الآمنة التي تحرص تركيا على ترسيخها وصولا إلى عمق المنطقة في مدينة الباب المنطقة الاستراتيجية لتنظيم الدولة ومركز التحصين الأهم له في المنطقة.

وبعد النجاحات التي تمت لعملية درع الفرات على كامل المنطقة وفتح آخر جبهة مع تنظيم الدولة في مدينة الباب المعقل الأخير للتنظيم في محافظة حلب كانت قوات تنظيم الدولة قد زجت بثقلها في هذه المعركة واستطاعت وعبر انسحاب مبرمج امام قوات ومليشيات الأسد والمليشيات الطائفية المدعومة من إيران أن تخلق حالة المواجهة بين هذه المليشيات وقوات درع الفرات للتخفيف عى قوات تنظيم الدولة في معاركها على محيط وداخل مدينة الباب.

وباستراتيجية عسكرية مرسومة استطاعت قوات درع الفرات المدعومة من الجيش التركي محاصرة مدينة الباب وتحييد قوات النظام والمليشيات الإيرانية وتم إطباق الحصار على مدينة الباب وصولا إلى تحرير المدينة بالكامل وإخراج آخر قوات تنظيم الدولة من محافظة حلب بالكامل.

بدأت قوات الاسد والمليشيات المدعومة من إيران وبعد تحييدها عن معركة مدينة الباب تتحرك إلى جنوب الشرق باتجاه الطريق الواصل إلى محافظة الرقة لقطع الطريق أمام تمدد قوات درع الفرات باتجاه مدينة الرقة ليتم عزل مدينة الباب عن محافظة الرقة، وبذلك يكون تمدد المعركة باتجاه الرقة لا يتم إلا عبر التنسيق مع قوات النظام والمليشيات الإيرانية المتحالفة معها الأمر الذي لطالما سعت له موسكو منذ التقارب الروسي التركي.

في الوقت نفسه ما يزال التنسيق بين قوات PYD وقوات الأسد على أعلى مستوى، ولا تزال هناك خشية من تسليم هذه القوات لمدينة منبج إلى قوات الأسد كما فعلت في أكثر من بلدة ومدينة في الريف الشمالي لمحافظة حلب.

خيارات درع الفرات بعد تحرير مدينة الباب هي:

تثبيت المنطقة الآمنة، وبالتالي سيكون خيار تحرير منبج هو المنطلق عندها ستطالب تركيا إدارة ترمب بتنفيذ وعودها وسحب قوات PYD إلى مناطق شرق الفرات وفي حالة المماطلة سيؤدي الأمر إلى احتكاكات مع قوات PYD الأمر الذي تراهن عليه إيران وروسيا ومن خلفهم الأسد وهو خلق جو من التوتر مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

أو خيار محاربة الإرهاب من خلال التنسيق مع إدارة ترمب وبالتالي ستكون معركة الرقة هي الأساس الأمر الذي سيزيد من القلق الروسي إلى التقارب التركي الأمريكي من خلال العمليات العسكرية المشتركة.

سيناريو معركة الرقة:

المسار الأول: التنسيق مع روسيا بحيث يترك النظام النقاط التي تفصل الرقة عن الباب ليتم تمدد قوات درع الفرات باتجاه الرقة وهنا ستحاول روسيا إلى إشراك قوات الأسد في التنسيق لفتح الطريق المؤدي إلى مدينة الرقة وبداية سيناريو تحويل الأسد إلى شريك في معركة مكافحة الإرهاب.

المسار الثاني ينطلق من تل أبيض وبالتالي سيكون على الولايات المتحدة الطلب من قوات PYD فتح ممرا لقوات درع الفرات هذا الطريق يتم من خلاله تأمين خطوط الإمداد لقوات درع الفرات وهو الطريق الأقصر للوصل إلى مدينة الرقة، عندها سنشهد محاولات من موسكو إلى تسريع المعارك باتجاه مدينة الرقة بحيث يتم فرض وصول قوات الأسد والمليشيات الموالية لإيران إلى الطرف الغربي لمدينة الرقة.

عندها سيشهد مسرح العمليات العسكرية في محيط مدينة الرقة أكثر من قوة عسكرية وهي:

قوات PYD  في الشمال الشرقي لمدينة الرقة يؤمن قطع الامداد بين مدينة الرقة ودير الزور وكذلك على امتداد الحدود مع العراق من الجانب الشرقي لمدينة الرقة.

قوات درع الفرات ستتقدم من طرف شمال غرب مدينة الرقة وهي القوات العربية يضاف إليها قوات عشائر تمثل المنطقة والتي ستقتحم المدينة بعد التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية.

قوات النظام والمليشيات الطائفية المدعومة من إيران وهي ستحاصر الرقة من الجهة الغربية وتمتد حتى  جنوب مدينة الباب.

وعند بدء معركة تحرير الرقة "سيناريو الموصل" سيكون أمام إدارة ترمب ترتيب أوراق المعركة وبالتالي التنسيق بين كل هذه القوات على محيط مدينة الرقة والتركيز على عملية تحرير الرقة من قوات تنظيم الدولة وعندها تكون روسيا استطاعت تحقيق مشروعها في إشراك قوات الأسد في معركة مكافحة الارهاب في سوريا مع قوات التحالف واستطاعت إقناع إدارة ترمب إلى أهمية التعاون مع قوات النظام الأمر الذي سيفرض معادلة جديدة للحل السياسي.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس