دنيز زيرك - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

"انتهت حقبة معاهدة سايكس- بيكو وأصبح من الضروري عقد اتفاقية جديدة بخصوص الشرق الأوسط".

هذه العبارة قالها رئيس إقليم كردستان العراق المستقل مسعود برزاني منذ حوالي سنتين أثناء حديثة لصحيفة الغارديان البريطانية، وأضاف أيضا أن على المجتمع الدولي تقبُّل أن سوريا والعراق لن تعودا كدولة موحدة من جديد وقال أيضا: "إن قَبِل قادة العالم أو إن لم يقبلوا فإن حلم الأكراد بتشكيل كردستان المستقلة سيصبح حقيقة في السنوات العشر القادمة".

وعندما سئل البرزاني عن موقف تركيا من هذا قال: "لم نتكلم بعد مع الأتراك حول قبولهم أم عدم قبولهم بهذا، ولا أظن أنهم يعارضون لذلك، فهذا حقنا القومي، ولم نكن يوما مصدر تهديد لأحد ، لكننا لا نحتاج لإذن من أجل تحقيق هذا الهدف".

لنتذكر معا هذه الأحداث:

كان الاستفتاء على تشكيل كردستان المستقلة مقررا من قبل البرزاني و إدارته في عام 2014، لكن وبسبب سيطرة داعش على مدينة الموصل لم يتم هذا الاستفتاء.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر عام 2016 كان البرزاني قد أعلن عن الاستفتاء الشعبي ولكن مع ذلك لم يتحقق مراده.

يتفق مسعود البرزاني مع أعضاء حزبه "الاتحاد الديموقراطي الكردستاني العراقي" حول مسألة استقلال كردستان لكنه يختلف معهم في الزمان فقط، فعلى سبيل المثال يرغب ابن مسعود برزاني "مسرور برزاني" بإعلان الاستقلال بأسرع وقت ممكن، أما بالنسبة إلى رئيس الوزراء "نيجيرفان برزاني" فمع عدم الاستعجال وإرجاء قرار الاستفتاء إلى ما بعد تطهير مدينة الموصل من تنظيم داعش الإرهابي.

جاء البرزاني إلى تركيا بطائرة خاصة، والتقى برئيس الجمهورية أردوغان، وقابل أيضا رئيس الوزراء بن علي يلدرم، وأريد أن أنوه بأن البرزاني قد التقى بالرئيس بن علي في ألمانيا أثناء قمة الأمن في ميونخ الأسبوع  الماضي والتقى أيضا بنائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس"، وبعد انتهاء اللقاء صرح "حمين حاورامي" أحد مستشاري البرزاني بأن اللقاء تمحور حول "استقلال كردستان".

والآن إذا نقحنا هذه المعطيات واحدة تلو الأخرى سنخرج بنتيجة أن البرزاني جاء لإقناع أنقرة باستقلال كردستان.

إن موقف أنقرة من استقلال كردستان واضح للغاية، فهي ضد تقسيم العراق ومع وحدة أراضيه، ولهذا فإن احتمال مجيء البرزاني إلى أنقرة من أجل موضوع "استقلال كردستان" هو احتمال ضعيف جدا، إذا ماهي الأمور التي تتصدر قائمة جدول أعمال زيارة البرزاني؟

أولى هذه الأمور الاقتصاد، فأسعار النفط قد انخفضت والمشاكل مع حكومة العراق المركزية قد زادت وتوقفت تجارة التبغ، أي بمعنى آخر تدهور الاقتصاد في إقليم شمال العراق، ليس هذا وحسب بل زادت المصاريف العسكرية وأصبح البرزاني غير قادر على دفع الرواتب لعناصر البشمركة ولهذا فهو ينتظر تحصيل 5.5 مليار دولار من رجال الأعمال الأتراك.

ثاني هذه الأمور هو محاربة داعش، فتحتاج تركيا إلى البرزاني لأمرين:

الأول: علاقة البرزاني المقربة جدا من نائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس".

الثاني: من الممكن أن يلعب البرزاني دورا مهما في إقناع أمريكا بالتخلي عن دعم تنظيم الاتحاد الديموقراطي في سورية، والوقوف ضد تنظيمي "بي كي كي" و"بي ي دي" المدعومين من المليشيات الشيعية في سنجار ومخمور.

تناقلت أخبار أن نسبة الأكراد الذين يدعمون الحكومة في الاستفتاء قد تضائلت بسبب الأحداث الأخيرة التي حصلت في تركيا من اعتقال بعض من نواب حزب الشعوب الديموقراطي، وأن العشائر الكردية طلبت من البرزاني الاهتمام بهذا الموضوع و لهذا فقد طلب البرزاني الأسبوع الماضي إخلاء سبيل صلاح ديميرطاش ونواب من حزب الشعوب الديموقراطي.

ونختم بمقولات الجنرال المتقاعد "ياشار بيوك" عام 2007:

" مشاكل اليوم نحن خططناها".

"فالأكراد الذين دعمناهم ووضعناهم في شمال العراق عام 1991 قد أصبحوا منتسبين لتنظيم "بي كي كي".

من المفيد إيجاد حلول جذرية لحل مشاكل اليوم والمستقبل.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مواضيع أخرى للكاتب

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس