ترك برس

رأى الخبير الاستراتيجي، إلياس حنا، عميد ركن متقاعد في الجيش اللبناني، أن انسحاب قوات سوريا الديمقراطية إلى خلف نهر الفرات شمال سوريا لن يكون بلا ثمن، وأنه سيحتم وقوع معركة بين القوات المدعومة من تركيا من جانب، والأكراد من جانب آخر.

وتشكل وحدات حماية الشعب الكردية (ypg)، الذراع السوري لمنظمة "حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) المصنفة في قائمة الإرهاب لدى تركيا، العمود الفقري لما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

وخلال مشاركته في برنامج على شبكة "التلفزيون العربي، أضاف حنا أن الاشتباك بين قوى التماس يبدو أمرا محتملا للغاية، إلا أن الكلمة الأخيرة سيحددها موقف روسيا والولايات المتحدة الأميركية.

أما عن انتشار قوات أميركية على مشارف مدينة منبج شمالي سوريا؛ فيقول حنا؛ إن التركيز الأميركي على تطويق الرقة على ثلاثة مراحل تنتهي بالتطويق الكلي للمحافظة من كل الجهات.

واستبعد حنا أن تسمح الولايات المتحدة بوقوع اشتباكات بين حليفيها الرئيسيين، تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، وأن الأقرب للواقع سيكون التخلي عن بعض من قوات الأكراد وإجبارها على الانسحاب شرق الفرات.

والثلاثاء الماضي، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إنّ بلاده تتشاور مع كافة الأطراف المعنية بالأزمة السورية وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا حول مسألة الحملة العسكرية ضدّ تنظيم داعش الإرهابي في الرقة (المعقل الرئيس للتنظيم في سوريا)، وأنّ المحادثات في هذا الشأن لم تسفر عن نتائج واضحة حتى الآن.

وأضاف يلدريم: "لم نتخذ قراراً إلى الآن حول الحملة العسكرية المحتملة على الرقة، ولكن قرارنا الحاسم في هذا الخصوص، هو عدم المشاركة في أي عملية عسكرية إلى جانب تنظيم pyd (حزب الاتحاد الديمقراطي)، وقد أبلغنا الأمريكان عدم صواب استخدام منظمة إرهابية للقضاء على منظمة إرهابية أخرى".

وفي وقت سابق، أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن عملية "درع الفرات" في شمالي سوريا ستُستكمل في المرحلة القادمة متجهة نحو مدينة منبج، ومنها إلى محافظة الرقة، وذلك على خلفية تحرير مدينة الباب.

يذكر أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وفرت دعما جويا لميليشيات "ypg" المنطوية تحت مظلة "قوات سوريا الديمقراطية"، كما ذودتها  بالسلاح والعتاد؛ ما أدى إلى توتر في العلاقات بين أنقرة وواشنطن.

ورغم أن الولايات المتحدة وتركيا يدرجان منظمة "حزب العمال الكردستاني"(بي كي كي) في قائمة الإرهاب، إلا أن واشنطن ترفض إدارج ذراعها السوري "حزب الاتحاد الديمقراطي" وجناحه العسكري "وحدات حماية الشعب" ضمن التصنيف نفسه، بل وتتعاون معه في محاربة "داعش" داخل سوريا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!