ترك برس

لم يكن يدور في خلد الكندية شيرلي هوارد أنها ستطوف أرجاء العالم في يوم ما، وتزور ستة وثلاثين بلدا. لكن بعد رحلتها إلى أوروبا وقعت أسيرة لهوى السفر والترحال، فاستقالت من وظيفتها وباعت كل ما تملك في كندا واستقرت في برلين، ومن هناك بدأت رحلتها مع السفر والترحال.

كانت تركيا البلد الخامس والثلاثين الذي تزوره شيرلي، وبلغ من شدة إعجابها بمدينة أدرنة التي زارتها مع مجموعة من المدونين، أنها كتبت على مدونتها التي يتابعها ما يقارب 50 ألف شخص توصي من يزورون أدرنة بستة أشياء:

1- جامع السلمية

من بين أفضل الأشياء التي يمكنك فعلها في أدرنة زيارة جامع السليمية الذي صممه المعماري سنان أغا، على أعلى تلة بمدينة أدرنة بأمر من السلطان سليم الثاني. شيد بين عامي 1569-1575، ويعد هذا المسجد تحفة في العمارة الإسلامية، حتى أن اليونسكو أدرجته ضمن مواقع التراث العالمي منذ عام 2011.

"زرتُ مساجد في موستار وباريس، لكن هذا المسجد لا يشبه أي مسجد رأيته قط. عند دخولك المسجد يلفت انتباهك قبته التي يصل قطرها إلى 31 مترا ونصف المتر. يتدفق الضوء من النوافذ العديدة إلى داخل المسجد في مشهد خلاب."

وحيث إن مجموعتنا كانت في رحلة لتسليط الضوء على أفضل أشياء يمكن القيام بها في أدرنة، فقد سُمح لنا بدخول أماكن في المسجد ليست مفتوحة عادة للجمهور، فهذه الغرفة المليئة بأنماط الزخرفة المعقدة استوقفتنا جميعا ودفعتنا لالتقاط صور لها.

"في خطوتنا التالية صعدنا إلى واحدة من مآذن المسجد الأربعة لمشاهدة منظر لا ينسى لأدرنة. كان  الصعود إلى أعلى المئذنة التي يبلغ طولها 71 مترا أمرا مرهقا، ولا سيما أنني مصابة برهاب الأماكن المغلقة، لكن مشاهدة المدينة من نقطة عالية تستحق الجهد البدني والعقلي. هناك شرفتان في المئذنة للإطلال على المدينة لكنني اخترت، ويا للأسف، الشرفة الأولى. فاستولى عليّ الذعر، وأسرعت بالنزول."

2- مجمع السلطان بايزيد الثاني في أدرنة

إذا لم يكفك جامع السليمية، وكنت تبحث عن القيام بمزيد من الأشياء في أدرنة، فعليك زيارة مجمع السلطان بايزيد الثاني. بني هذه المجمع بتكليف من السلطان بايزيد الثاني بين عامي 14484- 1488. صمم هذا المجمع الذي يطلق عليه بالتركية العقد، وفقا للتصميم المعماري العثماني، حيث بنيت عدة مبان حول المسجد الذي يقع في قلبها.

يتألف المجمع من مسجد، وداري ضيافة صغيرتين مجاورتين له، ومدرسة، ومشفى، ومطعم للفقراء ومستودعات للطعام.

في عام 1997 حُوّل مشفى المجمع إلى متحف صحي عن تاريخ الطب. هذا المتحف هو الوحيد من نوعه في تركيا، وهو ثاني أكثر الأماكن التي يزورها السائحون والأتراك في أدرنة بعد مسجد السلمية.

يمكنك التجول في مختلف الغرف المحيطة بالفناء، وأخذ نظرة خاطفة على الممارسات الطبية القديمة.

التجول في بقية أرجاء المجمع هو أيضا تجربة جميلة، وستستغرق وقتا طويلا في تجولك قبل أن تصل إلى المسجد.

3- الكنيس الكبير في أدرنة

لا تفُتك زيارة الكنيس الكبير في أدرنة. كانت الطائفة اليهودية مزدهرة في أدرنة حتى أن عددهم بلغ 20 ألف شخص. بني المعبد على غرار الكنيس المغربي، وكان يستوعب ما يصل إلى 1200 مصل، (900 رجل، و300 امرأة) وكان ثالث أكبر كنيس يهودي في أوروبا، وأكبر كنيس في تركيا. على أن الكنيس تعرض للإهمال بعد تضاؤل عدد السكان اليهود في أدرنة، حيث رحل أكثرهم إلى إسطنبول أو إلى خارج تركيا.

أعيد فتح الكنيس في عام 2015 بعد ترميمه بتكلفة بلغت 2.5 مليون دولار أمريكي، وصار الكنيس متحفا، وصالة لحفلات الزفاف، ومكانا للعبادة.

4- بازار علي باشا

بارزار علي باشا هو سوق مغطى في أدرنة صممه المعماري معمار سنان عام 1569، وهم مزين بقناطير مطلية باللونين الأحمر والأبيض، ويضم ستة أبواب. ويشبه هذا البازار كثيرا بازار إسطنبول الكبير، لكنه أصغر منه حجما. يستمتع من يرتاد المتجر بـ130 متجرا تبيع كل شيء من الأحذية الخفيفة إلى الملابس الداخلية والأطباق إلخ.

قد تعتقد أن ما تراه هو سلة من الفاكهة الطبيعية أو فاكهة الزينة المصنوعة من البلاستيك، لكن ما تراه في الواقع هو الصابون المعطر بنكهة الفواكه وهو أمر تنفرد به أدرنة عن غيرها من المدن التركية. ولو كان لدي مكان في حقيبتي، لأخذت معي إلى المنزل بعض هذا الصابون ذي الرائحة التي لا تنسى. لكن عليك أن تعرف أن هذا الصابون لا يستخدم بالفعل لغسل الأيدي، لكنه يوضع في غرف المنزل للزينة، وسوف تجد أن رائحة المنزل صارت جديدة ومنعشة طول الوقت.

5- شوارع أدرنة

إذا كنت تبحث عن عمل مزيد من الأشياء في أدرنة، فتجول في شوارع المدينة وأنت تحمل كاميراتك، ولا سيما في الشوارع المحيطة بالبازار، وستجد أهل المدنية يسيرون مع أهلهم، أو يشربون القهوة، ويلعبون النرد.

وهذا هو الشيء المفضل الذي أحب أن أفعله عند السفر، مثلما فعلت عند زيارة ريجا وبودغوريتسا عاصمة الجبل الأسود، أن أستيقظ مبكرا، وأتناول قدح القهوة، وأتجول في شوارع المدينة لساعات.

الشارع الرئيس في أدرنة مفعم بالحياة، وهو مكان رائع لارتياد المقهى، والاسترخاء مع الشراب، أو ربما تناول القليل من حلوى البهجة التركية، ومشاهدة الناس.

لم تكن الشوارع الجانبية المجاورة للسوق مزدحمة، لكنها لا تقل جمالا عن الشارع الرئيس. دخلت أنا وماريا إلى زقاق صغير هادئ لاحتساء الشاي ولعب الطاولة. كانت هذه هي المرة الأولى التي ألعب فيها الطاولة، وقد وجدت القواعد مربكة، وأتطلع إلى اللعب مرة أخرى.

6- مقهى ومطعم التوليب

من أفضل الأشياء التي يمكنك عملها في أدرنة تجربة المطعم العثماني الأصيل في مقهى ومطعم توليبا. يقع المقهى والمطعم في مبنى تاريخي تم تجديده بطريقة رائعة، ومهمة المطعم هي الحفاظ على تقاليد المطبخ التركي المحلية من خلال عروض الطهو المتكررة.

بدأ الغذاء بالسلطة والخبز المحمص، وأنواع مختلفة من المتبلات، وحساء العدس الذي كان أفضل ما في الجبة بالنسبة إلي. بعد ذلك قدم إلينا طبق الدجاج الذي لم يخل منه العظم ليضفي على الطعم نكهة إضافية. واختتم الغذاء بطبق من الفواكه الطازجة وحلوى الأرز.

معلومات تهمك عن أدرنة

1- تضيف أدرنة في كل صيف المهرجان العالمي للمصارعة بالزيت.

2- يمكنك الاستمتاع بأدرنة خلال يوم واحد، لكنني أوصي بقضاء يومين أو ثلاثة لمزيد من المتعة.

3- تبعد أدرنة عن إسطنبول 232 كم، وتستغرق الرحلة بالسيارة ما لا يقل عن ساعتين ونصف الساعة وربما أكثر بسبب الازدحام المروري.

4- هناك قطار واحد يغادر إلى أدرنة يوميا في الساعة السادسة مساء من محطة هاكلي في إسطنبول في رحلة تستغرق قرابة أربع ساعات.

5- أسهل طريقة للوصول إلى أدرنة هي أن تستقل الحافلة من إسطنبول، حيث تتوجه كثير من الحافلات إلى هناك على مدار اليوم، وتستغرق الرحلة ثلاث ساعات، ويتراوح سعر التذكرة بين 10-30 ليرة تركية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!