ترك برس

رأى أحمد منصور، الإعلامي المصري البارز منتج ومقدم البرامج في شبكة الجزيرة القطرية، أن تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن النازي"ة هزّ عرش السلطات الألمانية بكل أركانها"، مشيرًا إلى أن هذه أقوى تهمة يمكن أن توجه إلى سياسي ألماني.

وفي كلمة له الأحد الماضي، أشار الرئيس أردوغان إلى إلغاء ألمانيا فعاليات للجالية التركية على أراضيها، وقال في هذا الصدد "كنت أعتقد أن النازية انتهت في ألمانيا، ولكن يبدو أنها مازالت مستمرة إلى يومنا هذا".

وتحدث منصور في مقال له بصحيفة الوطن القطرية، عن اعتقاله على يد السلطات الألمانية بطلب من النظام الانقلابي في مصر في شهر يونيو من العام 2015، والهجوم الشديد الذي شنه أردوغان على ألمانيا متهما إياها باعتقال صحفي حر استجابة لطلب من نظام انقلابي.

وكان أردوغان يرد بذلك على الانتقادات الدائمة التي توجهها السلطات والاعلام الألماني ضده متهمة إياه باعتقال الصحفيين، كما أن هذا الهجوم كان يعكس حربا باردة تتصاعد من آن لآخر بين تركيا وألمانيا بعدما بدأت تركيا تنافس ألمانيا في إغراق الأسواق الأوروبية بالمنتجات التركية الرخيصة الثمن والعالية الجودة.

وأشار الإعلامي المصري إلى وجود حوالي أربعة ملايين تركي معظمهم يحملون الجنسية الألمانية وهم أبناء وأحفاد الأتراك الذين جلبتهم ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية لاعادة بنائها، وهؤلاء ينتشرون في طول ألمانيا وعرضها يعملون بالتجارة والصناعة وكل شيء كما أن المطاعم التركية والثقافة التركية تنتشر في كل المدن الألمانية.

من ثم فهناك وجود تركي قوي داخل ألمانيا يعتبر أحد أسباب هذه الحرب التي تطورت بعدما منعت ألمانيا مؤتمرين لأنصاره من الانعقاد في مدن ألمانية من أجل الترويج للدستور الجديد كان من المقرر أن يحضر فيهما كل من وزير العدل التركي بكر بوزداغ ووزير الاقتصاد نهاد زيبكجي.

وأضاف منصور: "لقد شن أردوغان هجوما هو الأقوى في تلك الحرب الباردة حينما اتهم السلطات الألمانية بالنازية، وهذه أقوى تهمة يمكن أن توجه إلى سياسي ألماني، فقد قال أردوغان في خطاب ألقاه يوم الأحد الماضي في تظاهرة في اسطنبول (إن التصرفات الحالية للسلطات الألمانية لا تختلف عن الحقبة النازية، وحينما نقول ذلك ينزعجون، لماذا تنزعجون)".

واعتبر منصور أن "هذا التصريح لم يزعج الألمان وإنما هز عرش السلطات الألمانية بكل أركانها، ونكأ جروحا دعت المستشارة الألمانية ميركل للرد على أردوغان يوم الأثنين وتقول (لا مبرر لأردوغان لاجراء مقارنات بالحقبة النازية) ولعل هذا هو أقوى هجوم تتعرض له القيادة الألمانية من رئيس دولة أخرى وهو يعكس حجم التوتر الذي وصل في العلاقة بين الطرفين وانتقال العلاقة من التوتر إلى الحرب الكلامية".

ومضى يقول: "من يتابع جذور المسألة وتفاصيل ماجرى بين الدولتين خلال السنوات الماضية يجد أن الأمور متداخلة بشكل كبير فألمانيا تشعر بقلق كبير من النمو الاقتصادي لتركيا وتشعر أنه يهدد مصالحها وكونها الدولة الأوروبية الأقوى بل هي زعيمة الاتحاد الأوروبي دون منازع في ظل ما تعانيه فرنسا من وضع اقتصادي وسياسي مترد.

من ثم فإن مشروعات تركيا الاقتصادية تهدد الهيمنة الألمانية على أوروبا وهذه الأمور لم تحدث إلا بعد وصول أردوغان وحزبه للسلطة بعد العام 2003 لكنها ازدادت خلال السنوات الخمس الأخيرة وأصبح التوتر أكبر بعد الاعلان عن المطار الثالث الذي سيؤثر على مكانة مطار فرانكفورت الدولية بالنسبة لشركات الطيران".

وأردف: "القضية إذن معقدة وأردوغان حينما يضرب على وتر النازية فإنما يطور الحرب الكلامية مع ألمانيا فإما يدفع الألمان إلى التراجع وإنما إلى تطوير الحرب".

والأسبوع الماضي، ألغت السلطات في مدينة غاغناو الألمانية ترخيصًا كانت منحته لـ"اتحاد الديمقراطيين الأتراك الأوروبيين" لعقد اجتماع في المدينة، بدعوى وجود "نقص في المرافق الخدمية" اللازمة لاستقبال عدد كبير من الزوار متوقع أن يتوافد على مكان الاجتماع.

وإثر ذلك ألغى وزير العدل التركي بكر بوزداغ زيارته إلى ألمانيا حيث كان سيشارك في الاجتماع وسيلتقي نظيره الألماني.

كما ألغت مدينة كولونيا الألمانية تجمعًا مماثلًا كان من المفترض أن يلقي وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي كلمة خلاله، بدعوى وجود مخاوف أمنية.

وعلى خلفية إلغاء الاجتماعين، استدعت الخارجية التركية السفير الألماني في أنقرة، الخميس، لاستيضاح الأمر.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!