ترك برس

توقّع خبيران تركيان في الشؤون الأمنية والعسكرية الاستراتيجية أن تبادر أنقرة إلى تنفيذ حملات عسكرية جديدة في سوريا دون تحديد أي ملامح لها، على غرار "درع الفرات" التي حققت أهدافها في الشمال السوري ضد تنظيم الدولة "داعش" والميليشيات الكردية الانفصالية.

ووفقًا لتقرير أعدته شبكة "الجزيرة" القطرية، هناك تساؤلات أثيرت حول ما حققته "درع الفرات" من أهداف عسكرية وسياسية، وأسباب إعلان تركيا انتهائها رغم عدم وجود ضمانات لاستيلاء الميليشيات الكردية على "الباب" بريف حلب السورية بعد انسحاب القوات التركية منها.

ونقلت الجزيرة عن الباحث بمركز ستا التركي للدراسات، جان آجون، تأكيده أن العملية حققت أهدافها المتعلقة بالقضاء على تنظيم الدولة بمناطق جرابلس والباب ومنبج في الشمال السوري، وتطهير تلك المناطق من القوى الانفصالية الكردية المناوئة لـ أنقرة.

وقال آجون إن العملية أغلقت الباب أمام الهجمات التي كان تنظيم الدولة ينفذها في الداخل التركي من خلال تسريب عناصره ومقاتليه عبر الحدود مع سوريا.

لكن الباحث التركي استدرك، وأوضح أن أهداف بلاده في التقدم إلى منبج لم تتحقق بسبب العمليات العسكرية التي تنفذها كل من الولايات المتحدة وروسيا والنظام السوري في المنطقة.

وأشار إلى أن وجود كل تلك القوى في المكان أقام ما يشبه "خط دفاع" في مواجهة تركيا التي أدركت أنها قد تدخل في مواجهة معها، فآثرت وقف عمليتها بعد أن حققت هدفها الرئيسي بالاستيلاء على مدينة الباب.

وبكثير من الغموض وقليل من التصريحات، أغلقت تركيا ملف حملة "درع الفرات" العسكرية التي أطلقتها يوم الـ 24 من أغسطس/آب الماضي، دون تحديد ما إذا كانت ستسحب قواتها أو بعضا منها من الأراضي السورية.

وأعلن رئيس الوزراء بن علي يلدرم -في مقابلة مع تلفزيون "إن تي في" الأربعاء الماضي- أن العملية "كانت ناجحة وانتهت" مشيرا إلى أن أي عملية تليها ستحمل اسما مختلفا، وفقًا للجزيرة.

وكانت أنقرة قد حددت أهداف العملية العسكرية عند إطلاقها بإبعاد كل من تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيسي فيها، وتعتبرها تركيا جماعة إرهابية.

ورأى آجون أنه من المهم قراءة تصريحات يلدرم بأن "العملية قد انتهت تحت اسم درع الفرات" بشكل متأن، موضحا أن هذا التصريح يحفظ لتركيا الحق بالقيام بأي عملية أو تحرك عندما تضطر لذلك.

وكما نقلت الجزيرة عن الخبير العسكري التركي عبد الله آغار، تأكيده على أن تركيا احتفظت بحق المبادرة للقيام بعمليات عسكرية أخرى تحفظ أمنها القومي بعد انتهاء درع الفرات، متوقعا أن تبادر أنقرة إلى تنفيذ حملات عسكرية جديدة دون تحديد أي ملامح لها.

وأضاف آغار أن العملية كانت قد هدفت إلى تطهير منطقة تصل مساحتها إلى خمسة آلاف كيلومتر مربع من قوات حزب العمال الكردستاني وقوات وحدات حماية الشعب، لكن وجود القوات الأميركية في منبج ومنطقة تل رفعت وفر الحماية لتلك الوحدات وحمى وجودها.

وقال أيضا إن تركيا حققت هدفها بتطهير مساحة تصل إلى 2225 كيلو مترا مربعا، أي نحو 50% من المساحة المستهدفة، وبالتالي فإن ذلك الهدف لم يتحقق كليا.

وكانت القوات التركية التي شاركت في عملية درع الفرات قد وفرت الدعم لـ قوات المعارضة السورية والجيش السوري الحر على وجه الخصوص، ما مكنه من بسط سيطرته على مدن جرابلس والراعي ودابق وأخيرا الباب التي كانت في يد تنظيم الدولة.

ولفت الخبير العسكري الانتباه إلى أن "درع الفرات" انسجمت مع أهداف تركيا السياسية ومن ضمنها إقامة منطقة آمنة بمساحة 3500 كيلومتر، يمكن فيها إقامة بنية مؤسسات وبنية تحتية قوية للنازحين وطالبي اللجوء.

وأكد آغار أن هذه العملية نجحت في ضمان عدم سيطرة وحدات حماية الشعب على المنطقة الآمنة، إضافة إلى حمايتها لوحدة الأراضي السورية.

وأشار إلى أن وحدات حماية الشعب -التي تحظى بالدعم من واشنطن- لن تكون بديلا لحزب العمال الكردستاني في حال تم التوصل لتسوية دائمة لـ الأزمة السورية، مؤكدا أن أولوية تركيا حاليا منع إعادة إنتاج المليشيات الكردية أو تنظيم الدولة بالمناطق التي تم تطهيرها.

ومؤخرًا، قال وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو إن "السيطرة على مدينة الباب شمالي سوريا قد تمّت، إلا أن ذلك لا يعني أن كل شيء قد انتهى"، وأشار في هذا الإطار إلى استمرار عمليات التطهير في المنطقة من أجل توفير الأمن بالكامل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!