ترك برس

عقب الهجوم الكيماوي الذي نفذه نظام الأسد في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب، توجه إلى المنطقة المنكوبة فريق تقصي تركي خاص، يتبع الدفاع المدني التركي ويعمل في مجال التقصي عن الأسلحة البيولوجية والإشعاعية والنووية. نتائج المسح الذي أجراه الفريق تم إرسالها فورًا إلى وزارة الخارجية التركية، التي قامت بدورها بنقل تلك إلى الأمم المتحدة بشكل فوري.

أرسلت أنقرة نتائج المسح وشهادة الشهود والخبراء إلى البعثة الدائمة لتركيا لدى الأمم المتحدة، وذلك قبل بدء الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي، للبحث في الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون والذي أدى إلى أكثر من مئة قتيل ونحو 500 جريح على الأقل بينهم أطفال.

وأشارت الخارجية التركية في التقرير المذكور، أن الهجوم الذي استهدف محافظة إدلب الثلاثاء الماضي، جرى تنفيذه من قبل طائرتين طراز "سوخوي – 22" تتبعان النظام السوري، وأن الصواريخ التي استهدفت بلدة خان شيخون كانت تحتوي على مواد كيماوية.

ووفقا للتقرير، فقد أجرت طائرات النظام خمس طلعات فوق المنطقة المنكوبة الساعة السادسة والنصف صباحًا. وفي الوقت الذي زعمت فيه موسكو أن طائرات نظام الأسد استهدفت مرافق إنتاج أسلحة كيميائية في المنطقة، أكّد التقرير التركي أن طائرات النظام استهدفت تلك البلدة الواقعة تحت سيطرة المعارضة بغارة جوية استخدمت فيها غاز الكلور.

من ناحيته، طلب نائب رئيس الوزراء التركي ويسي قايناق، الأربعاء الماضي، من منظمتي الصحة العالمية والعفو الدولية، المشاركة في تشريح جثة الأشخاص الذين لم تتمكن الفرق الطبية إنقاذهم والموجودون في المستشفيات التركية.

وبالفعل وصل الأربعاء الماضي إلى مدينة أضنة التركية، وفدٌ من منظمة الصحة العالمية للمشاركة في عملية تشريح ثلاثة سوريين من ضحايا الهجوم الكيماوي لنظام الأسد على بلدة خان شيخون.

اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي

عقد مجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي اجتماعًا طارئًا لمناقشة المجزرة الكيماوية التي تعرض لها الشعب السوري في خان شيخون. أعدت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، مشروع قرار مجلس الأمن ووزعته على ممثلي الدول الأعضاء. أدان مشروع القرار بالطبع الهجمات بالأسلحة الكيميائية للنظام السوري، وخصوصًا التي استهدفت خان شيخون. مطالبًا بالقبض على الجناة.

منظمة الصحة العالمية: غاز الأعصاب

بدورها؛ أشارت منظمة الصحة العالمية في جنيف، الأربعاء الماضي، إلى ظهور أعراض الإصابة بغاز الأعصاب على ضحايا خان شيخون. وقالت المنظمة في بيان لها إن "بين ضحايا الهجوم في مدينة خان شيخون الذين نقلوا لمستشفى باب الهوى... قرب الحدود التركية، شهدت المنظمة ثمانية مرضى ظهرت عليهم أعراض مثل اتساع حدقة العين والتشنج في العضلات... تماثل التعرض لغاز أعصاب سام مثل السارين".

فيما نقلت وكالة رويترز للأنباء نقلًا عن مصدر حكومي في الولايات المتحدة، أن مسؤولية القوات السورية الموالية للرئيس بشار الأسد عن تنفيذ مجزرة خان شيخون باتت شبه مؤكّدة، وأن الهجوم جرى بواسطة غاز السارين، الذي يصنَّف بين غازات الأعصاب.

"هجوم بربري... وجريمة حرب..."

- المتحدثة باسم الحكومة الألمانية، أولريكه ديمر، علقت على الهجوم بالقول: "إن استخدام الغازات السامة جريمة حرب. يجب محاسبة جميع المسؤولين عن هذه الممارسات اللاإنسانية. بما في ذلك الخاصة بالأسد وحكومته".

- الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال: هذه الهجمة الكيميائية هي جريمة حرب، داعيًا المجتمع الدولي للرد على هذه الجرائم الكيميائية.

- فيما قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: "جميع الأدلة تؤكد أن هذا الهجوم الوحشي هو من فعل نظام الأسد الذي استخدم أسلحة محظورة ضد شعبه".

- أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي فقال: "إيران تدين أي استخدام للأسلحة الكيماوية بغض النظر عمن استخدمها وعمن هم الضحايا".

قايناق: العالم غير مكترث بما يحل في سوريا

نائب رئيس الوزراء التركي ويسي قايناق، قال لوكالة الأناضول التركية للأنباء، إن ضحايا هجوم نظام الأسد بالأسلحة الكيماوية على بلدة خان شيخون، تم نقلهم إلى بلدة الريحانية التركية جنوبي ولاية هطاي والمحاذية لمحافظة إدلب السورية.

وأضاف: طلبت شخصيًا من منظمة الصحة العالمية أو منظمة العفو الدولية المشاركة في عمليات التشريح وتحليل العينات للوقوف على نتائجها ومعرفة نوع الأسلحة الكيميائية المستخدمة ضد أبناء الشعب السوري في إدلب.

وأكد قايناق على أن هذا الهجوم الكيميائي هو عمل بعيدٌ عن جميع قيم الإنسانية والضمير. مشيرًا أن الدول الكبرى التي اجتاحت العراق بحجة امتلاك صدام حسين (الرئيس العراقي الأسبق) أسلحة كيميائية، لا تكترث حيال المجازر التي تحدث في سوريا بأسلحة كيميائية. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!