أوكاي غوننسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

بدأت تصل في الآونة الأخيرة معلومات جديدة إلى الرأي العام في تركيا عن خارطة الطّريق لعمليّة المصالحة الوطنيّة. أولى هذه المعلومات تفيد بأنّ الإرادة السياسية في تركيا مستمرّة في هذه العمليّة.

فالحكومة التركية وبعد أعمال الشّغب التي جرت في البلاد مؤخّراً بحجّة الأوضاع في بلدة كوباني السّوريّة، أعلنت مراراً أن مسيرة المصالحة الوطنية مستمرّة ولن تتوقّف بسبب هذه الحملات التّحريضيّة.

أمّا الطّرف الثاني المتمثّل بالقيادات الكردية، فهم يطلقون التّصريحات ويكيلون الاتّهامات للحكومة التركية بأنّها لا تقوم بالإجراءات المطلوبة لتفعيل وتسريع عجلة هذه العملية.

ومقابل ذلك ترفض الحكومة التركية الموافقة على طلب قيادات حزب الشّعوب الدّيمقراطي بالسّماح لها بزيارة جزيرة "إيمرالي" حيث يوجد زعيمهم عبد الله أوجلان سجيناً. وبالتّالي فإنّ الاتّصالات بين قيادات هذا الحزب وعبد الله أوجلان قد انقطعت منذ فترة.

كما أنّ الطّلب الذي تقدّم به عبد الله أوجلان بتخصيص مكتب للسكرتاريا له من أجل توسيع نطاق اتّصالاته وتسريع عملية المصالحة، تمّ تأجيل النظر فيه حالياً.

ومن الواضح أنّ نجاح عملية المصالحة الوطنية مرتبط بما سيقدم عليه عبد الله أوجلان. وأنّ تسريع هذه العملية رهين بتوسيع وتطوير شبكة اتّصالات هذا الشّخص.

إنّ المقترحات البعيدة عن الواقعية والتي يصعب تنفيذها، لا يمكن أن تجدي نفعاً لعملية المصالحة الوطنية. فالإكثار من اللجان والهيئات والمنظّمات التي تدّعي أنّها تعمل لتسريع العملية، قد يوحي للرأي العام بأنّ الاطراف يسعون لإتمام هذه المسيرة. لكنّ الواقع والمنطق لا يقول هذا.

وكلمة الفصل في هذه العملية بالنسبة للأكراد هي لزعيم تنظيم بي كا كا عبد الله أوجلان، شاء من شاء وأبى من أبى. أمّا حزب الشعوب الديمقراطي فمع ازدياد شعبيّته لدى المجتمع الكردي سيصبح له دور فاعل في هذه القضيّة أيضاً. ولا ننسى أن قيادات "قنديل" سيكون لهم تأثير، لا سيما أن هذه القيادة حافظت على وجودها منذ ثلاثين عاماً.

وبما أنّ عبد الله أوجلان بتربّع على رأس هذه الهيكليّة، فإن توسيع شبكة اتّصالات هذا الشّخص بات من الأمور التي لا مفر منها إذا ما أردنا تسريع عجلة عمليّة المصالحة الوطنيّة.

ولجان المراقبة والتّعقيب التي من المقرّر أن يتمّ تأسيسها، لا يمكنها أن تنجح إلّا إذا تمتّعت باستقلاليّة تامة عن ضغوطات الأطراف المعنيّة بعملية المصالحة.

وعلينا أن لا ننسى أيضاً أنّ كثرة اللجان والمنظّمات التي تتبنّى تسيير هذه العملية، تعود بالضّرر على هذه العمليّة.

أمّا المحفّزات المعنوية التي تهدف إلى تبسيط عملية المصالحة الوطنية فقد أصبحت جاهزة، ويأتي عبد الله أوجلان على رأس هذه المؤهّلات المعنويّة في هذه المرحلة.

إنّ الذين يعملون على إعداد خارطة الطّريق أشخاص، والذين سيقومون بتنفيذها هم أشخاص أيضاً. وبما أنّ الاطراف المعنيّة بعملية المصالحة حدّدوا هؤلاء الأشخاص، فإنّ أيّ حركة ملتوية من كلا الطّرفين تعتبر إهداراً للوقت لا أكثر.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس