أوكاي غونينسين - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس

النتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع في انتخابات 1 تشرين الثاني/ نوفمبر، تشير إلى ميزة ليست موضع نقاش، وإنما الجميع، الصديق والعدو، يتفقون عليها، وهي أنّها تمثل أكبر نجاح انتخابي يحققه أردوغان.

لا شك أنّ العدالة والتنمية فشل في انتخابات 7 حزيران/ يونيو، لأنه لأول مرة منذ 13 عاما يدخل انتخابات برلمانية ولا يستطيع من خلالها تشكيل الحكومة، ومع أنه كان صاحب النصيب الأعلى من الأصوات وبفارق مريح، إلا أنّ ذلك يعتبر فشلا للحزب كونه لم يستطع تشكيل الحكومة بمفرده.

في يوم 8 حزيران، أي بعد يوم من تلك الانتخابات، بدأ أردوغان جهوده من أجل انتخابات مبكرة، ولم يعط احتمال تشكيل حكومة ائتلافية أي اهتمام ولا أي فرصة، ولذلك نجح في التصويت على "الاستقرار" في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر.

وقد انتُقد أردوغان كونه وضع هدفا متقدما جدا لانتخابات 7 حزيران، وتراجع عن ذلك في انتخابات أمس، وانتُقد أيضا لشنه حربا سياسية تحريضية على حزب الشعوب الديمقراطي قبل انتخابات 7 حزيران، لكنه عدّل من أسلوبه وطريقة كلامه بعد تلك الانتخابات في هذا الموضوع أيضا.

لا يوجد بديل سياسي ومنافس سياسي لحزب العدالة والتنمية لحُكم البلاد، لكن رجب طيب أردوغان، وحزب العدالة والتنمية استطاعوا الانتصار على 5 قوى مرة واحدة يوم أمس، فقد انتصر على حزب الشعب الجمهوري الذي فقد أهم "قلعتين" له. كما انتصر العدالة والتنمية على حزب الحركة القومية الذي يستند وجوده على الوقوف ضد السلام والمصالحة والتسوية مع الأكراد.

انتصر حزب العدالة والتنمية أيضا على حزب الشعوب الديمقراطي، الذي لم يستطع تطوير قدراته السياسية، بل تراجع وارتكز على الإرهاب. وانتصر أردوغان، على جماعة فتح الله غولن التي "حلفت اليمين" على معاداته، وحاولت إسقاطه في أكثر من عملية.

انتصر أردوغان على كل من بنى سياسته على معاداته، وانتصر على كل من نظر إلى موضوع هذه الانتخابات من هذا الجانب.

سنتناقش مطولا حول الرسائل التي يريد الناخبون إيصالها، لكن الرسالة الأولى التي أراد هؤلاء الناخبون - الذين صوّت واحد من كل اثنين منهم لحزب العدالة والتنمية - إيصالها لنا هي رسالة "الاستقرار"، وذلك لأنّ الناخب قد آمن بأنّ الحكومات الائتلافية لن تستطيع إدارة الدولة، ولن تستطيع أي حكومة ائتلافية حل المشاكل.

يعتقد الناخب أنّه لا يوجد أي حزب آخر قادر على قيادة البلاد غير حزب العدالة والتنمية، ودليل انتشار هذا الاعتقاد، هو زيادة نسبة التصويت لحزب العدالة والتنمية في كل محافظات تركيا الـ81 بدون استثناء.

نظر الناخب إلى "الماضي" عندما صوّت خلال انتخابات 7 حزيران، لكنه في انتخابات 1 تشرين الثاني/ نوفمبر نظر إلى "المستقبل"، وسبب هذا التحوّل، هو سياسة أحمد داود أوغلو وبرودة أعصابه، ورسائله التي كانت تبعث الثقة والطمأنينة في نفوس المواطنين، حيث لم يقدم دواد أوغلو وعودا للناخبين باستمرار التوتر والنزاع، وإنما قدّم وعودا تلائم ما ينتظره ويحتاجه الشعب بصورة عامة.

المفاجأة الأولى التي أفرزتها صناديق الاقتراع يوم أمس، تتمثل في حصول حزب العدالة والتنمية على أكبر نسبة تصويت، حيث لم يتوقع أكثر المتفائلين في حزب العدالة والتنمية الحصول على هذه النسبة.

الجميع كان يتوقع التراجع الكبير في التصويت لحزب الحركة القومية، لكن أحدا لم يتوقع أنْ تذهب كل تلك الأصوات لحزب العدالة والتنمية، حيث كانت التوقعات تشير إلى ذهاب جزء منها لحزب الشعب الجمهوري، لكن هذا لم يحصل.

وسيكون موضوعنا ليوم غد، هو الحديث عن التغيير أو التغييرات التي ستشهدها سياسة حزب العدالة والتنمية بعد انتخابات 1 تشرين الثاني/ نوفمبر.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس