ترك برس

رأى خبراء وأكاديميون أتراك أن هجوم الولايات المتحدة على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام السوري بمحافظة حمص، يهدف لكسب ثقة حلفائها في الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن تفاقم الخلافات بين واشنطن وموسكو على خلفية الهجوم يصب في صالح تركيا.

وهاجمت الولايات المتحدة بصواريخ توما هوك، صباح الجمعة، قاعدة الشعيرات الجوية بمحافظة حمص، مستهدفة طائرات سورية ومحطات تزويد الوقود ومدرجّات المطار، في رد أمريكي على قصف نظام بشار الأسد خان شيخون بإدلب بالأسلحة الكيميائية.

وقتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام، الثلاثاء الماضي، على بلدة "خان شيخون" بريف إدلب، وسط إدانات دولية واسعة.

وقال خبير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، أويتون أورهان، إن القصف الذي جاء ردا على استخدام الكيميائي في بلدة خان شيخون مؤخرا، يظهر أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن تتردد في استخدام القوة الخشنة، بعكس إدارة باراك أوباما السابقة.

ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء، عن أورهان قوله إن رغبة أوباما في الرد عبر الطرق الدبلوماسية على استخدام النظام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية عام 2013، شجعت روسيا وإيران وبشار الأسد، وأفسحتِ المجال أمام مشاكل أكبر.

واعتبر أورهان أن تفاقم الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا على خلفية الهجوم الصاروخي الأميركي، يصب في صالح تركيا، وزيادة أهمية دورها في المنطقة.

وأردف الخبير التركي: "نشهد عودة الولايات المتحدة إلى سوريا، وربما استعادة ردعها على الصعيد الدولي"، ورأى أن الضربة الأمريكية ستسهم في تحجيم الدور الذي تلعبه روسيا في سوريا.

بدوره قال "علي سمين" الخبير في مركز الحكماء للدراسات الاستراتيجية، إن الهجوم الصاروخي الأميركي، مجرد تحذير للنظام السوري، فضلا عن حليفيه روسيا وإيران.

وشدد على أن الولايات المتحدة عازمة على العودة بقوة إلى الشرق الأوسط في عهد إدارة ترامب، التي لا ترغب فقدان قوتها بمنطقة الخليج العربي. ولفت أن الولايات المتحدة تعود إلى الشرق الأوسط عبر البوابة السورية.

ونوه سمين أن واشنطن ترمي من خلال مثل هذه الضربات كسب ثقة حلفائها في الشرق الأوسط، وإظهار أن لديها خطوطا حمراء، معتبرًا أن روسيا لن تبدي رد فعل كبير على القصف الأميركي، لا سيما وأن النظام السوري وضعها في موقف محرج أكثر من مرة.

وأوضح الخبير أن هدف روسيا ليس حماية الأسد، بل حماية مصالحها في سوريا، واستعادة مكانتها وقوتها التي كانت في العهد السوفييتي.

من جهته أكد سرهات أركمن، مدرس العلاقات الدولية بجامعة "آهي أفران"، أن الضربة الأميركية مجرد رد فعل على استخدام السلاح الكيميائي من قبل النظام السوري.

واستبعد أركمن، أن يكون الهجوم مؤشرا قويا على استعداد الولايات المتحدة لاطلاق عملية عسكرية واسعة للإطاحة بنظام الأسد في وقت قصير، أو تشكيل تحالف لهذا الغرض.

وتوقع أن تكتفي الولايات المتحدة حاليا بهذه الضربة، على خلفية استخدام السلاح الكيميائي، وزيادة دعمها للمعارضة السورية، إلا أنه اعتبر أن المعادلة ستتغير في حال اقدام نظام الأسد أو روسيا على استخدام السلاح الكيميائي مجددا أو القيام بمجازر جماعية مشابهة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!