محرم صاري قايا - صحيفة خبر تورك - ترجمة وتحرير ترك برس

التابون، السارين، في إكس، السومان، الخردل النيتروجيني، اللويسيت، الفوسجين، الديفوسجين، الكلوروبكرين، السيانور، الكبريت...

المواد المذكورة أعلاه جميعها أسلحة كيميائية تُستخدم إلى جوارنا مباشرة.

في خبر أوردته أمس الأول، استنادًا إلى رواية النظام السوري ذكرت وكالة سبوتنيك أن طائرات التحالف قصفت مستودع أسلحة لمنظمات إرهابية في دير الزور، مما أدى إلى انتشار غاز السارين، الذي تسبب بمقتل الكثير من الأشخاص.

وقوع الحادث، إن صح، قبل أن تزول آلام وآثار هجوم  النظام على خان شيخون في إدلب بغاز السارين، هو مؤشر على مدى قربنا من الخطر.

ويجب أن لا ننسى أيضًا أن استخدام الأسلحة الكيميائية في محيطنا القريب لم يكن لمرة واحدة انتهى بعدها.

من حلبجة حتى اليوم

منذ وقوع حادثة حلبجة حتى اليوم شهدت منطقتنا الكثير من المجازر المرتكبة باستخدام الأسلحة الكيميائية.

وإذا صح ما أوردته وكالة سبوتنيك فهذا هو ثالث أكبر هجوم كيميائي منذ اندلاع الحرب الداخلية في سوريا.

لأن الأمم المتحدة وثقت، في تقرير لها، استخدام حكومة دمشق غاز الكلور في ريف حلب بعد عام من تزايد حدة الحرب الداخلية في سوريا عام 2012.

وتواصلت الهجمات بالسلاح الكيميائي، حيث بدأت الأمم المتحدة التحقيق في تسع هجمات تشتبه باستخدام الأسلحة الكيميائية فيها، في سبع مدن سورية مختلفة.

ولم ينتهِ الأمر عن هذا الحد، فالمنطقة شهدت أيضًا استخدام تنظيمي داعش والنصرة وبعض المنظمات الأخرى، الأسلحة الكيميائية.

وفي عام 2014، أطلق النظام السوري قذائف صاروخية على مناطق الغوطة وزملكا وعين ترمة والمعضمية،  أثبت تقرير للأمم المتحدة أن الغاز المنتشر من رؤوس القذائف والذي أدى إلى سقوط مئات القتلى، هو غاز السارين.

أما أكبر هجوم وقع قبل هجمات الآونة الأخيرة فشهدته مدينة سراقب في محافظة إدلب عام 2016، وكان الثاني من نوعه في المدينة خلال ثلاث سنوات.

وبحسب أحد الادعاءات فإن الهجوم بغاز الكلور على سراقب نفذته مروحية روسية، فيما وردت مزاعم أخرى عن أن الغاز انتشر بعد قصف مستودع أسلحة لجبهة النصرة.

كل ذلك على الرغم من أن النظام السوري أبلغ الأمم المتحدة أنه أفرغ مستودعاته من الأسلحة الكيميائية وسلمها تحت رعاية روسية، عقب مجزرة حلب عام 2013.

تثبت الهجمات الأخيرة أن الأسلحة الكيميائية لم تستنفذ في سوريا، بل على العكس، أنها موجودة لدى عدد من الأطراف.

وهذا ما يثبت ايضًا أن العالم لم يستطع التخلص من الأسلحة الكيميائية منذ أربعة قرون، عقب معاهدة ستراسبورغ، الموقعة بين فرنسا والإمبراطورية الرومانية عام 1675، وتنص على "حظر استخدام الطلقات السامة"، في الحرب بين الدولتين.

وعلى الرغم من اتفاقية لاهاي 1899، التي تحرم استخدام الغازات الخانقة والسامة وما شابهها في الحرب، إلا أن الحرب العراقية الإيرانية شهدت عودة استخدام السلاح الكيميائي.

وفي 29 أبريل/ نيسان 1997، وبعد جهود مضنية، وقعت جميع البلدان المنضوية تحت سقف الأمم المتحدة اتفاقية تحرم استخدام وتخزين السلاح الكيميائي.

ومع ذلك فإن وجود الأسلحة الكيميائية في المنطقة ما يزال مستمرًا، وهو ما تؤكده التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة.

أما الأطراف الدولية فتركت وجود السلاح الكيميائي جانبًا، وجلست تجادل في هوية من استخدمها، وهذا ما يزيد من تعقيدات المشكلة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس